الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 يناير 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آسَا .. بداية مجيدة ونهاية حزينة!
أَيُّهَا الرَّبُّ، لَيْسَ فَرْقًا عِنْدَكَ أَنْ تُسَاعِدَ الْكَثِيرِينَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ. فَسَاعِدْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا لأَنَّنَا عَلَيْكَ اتَّكَلْنَا ( 2أخ 14: 11 )
كان آسَا من ذوي البداية الحسنة والإنجازات الروحية الطيبة «وعمل آسا ما هو صالح ومستقيم في عيني إلهه». وهو صاحب الصلاة الشهيرة التي تُعلن أفضل اتكال على الرب ( 2أخ 14: 11 ). على أن الحال لم يستمر هكذا بكل أسف!! فبعد سنوات من الانتصار التاريخي على جيش زارح، وقوامه مليون جندي مدججين بالمعدات الحربية، تعرَّض آسَا لمناوشات من جاره بعشا ملك إسرائيل (2أخ16). ولعلنا كنا نتوقع أن يلجأ لذات الملجأ الذي لا يخيب. لكن العجب أن هذا الذي لجأ للرب عند التحدي الرهيب، لجأ للبشر عندما كان الأمر أبسط بكثير!! ولذلك نسمع تقدير الرب لفعلة آسَا «قد حَمقت (تصرفت بحماقة) في هذا». ونرى الأمر يتدهور بآسَا؛ فإذ به يرفض التوبيخ مُعاندًا الرب، ويضايق الشعب، ثم إذ يمرض مرضًا تأديبيًا يستمر مُعاندًا رافضًا الرجوع إلى الرب!

ودعونا نلتقط بعض الدروس عن أسباب سقوطه:

(1) الاتكال على غير الرب، آفة كفيلة بتدمير حياة المؤمن. فاتكالك على شخص ما، أو شيء ما، أو واسطة، أو حيلة، أو إمكانية، أو على أي شيء في نفسك؛ يعلن بشكل ما رفضك للحماية الإلهية، ومحاولتك نفض السِتر الإلهي من فوقك.

(2) كثيرًا ما ننسى أن العدو لا يحاربنا في نقاط فشلنا فقط، بل أيضًا يحاربنا في نقاط انتصرنا فيها. ولقد سقط آسَا في نفس نقطة نجاحه السابقة؛ الاتكال على الرب.

(3) المأساة الكبيرة أن آسَا لكي يتمم خطته بالاعتماد على البشر أخرج فضة وذهبًا من خزائن بيت الرب ليدفع لمتكله ثمن اتكاله عليه ( 2أخ 16: 2 ). وهكذا الاتكال على غير الرب يصاحبه تقديم تنازلات في أمور إلهية روحية.

(4) وبالإضافة إلى ما تقدَّم، فقد خسر آسَا فرص الانتصار على أرام مستقبلاً «من أجل أنك استندت على ملك أرام ولم تستند على الرب إلهك، لذلك قد نجا جيش ملك أرام من يدك» (ع8)، وهذا ما حدث تاريخيًا بالفعل. وأي مُتَّكل نتكل عليه في الأغلب سيتحول يومًا إلى عدو لنا، وإذا سبقنا واتكلنا عليه، فمن غير المتوقع أن نستطيع الانتصار عليه.

ليتنا لا ننسى هذا القول الكريم: «لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه» (ع9). فليت قلوبنا بالكامل تكون نحوه، لا ترجو غيره.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net