الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 24 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تقلق من الحَجَر
وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟ فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! ( مرقس 16: 3 ، 4)
يقولون إن القلق ينتج عن الخوف مِن شيء ما سيحدث في المستقبل، وبنسبة كبيرة جدًا لا يحدث ما نخاف منه في الواقع. لهذا فإننا كثيرًا ما نخسر الوقت والصحه في انتظار أمر لن يحدث. هنا نرى أمرًا مُشابهًا لِما نقول؛ فقد انشغلت النساء اللواتي كن ذاهبات إلى قبر الرب يسوع في فجر القيامة بأمر الحجر وكن يَقُلن فيما بينهن: «مَن يُدحرج لنا الحَجَر عن باب القبر؟». لم يكن قد وصلن بعد إلى القبر، لكنهن انشغلن جدًا بأمر الحَجَر، وكان هو محور حديثهن وهن في الطريق. هذا هو القلق، مرض العصر. فالكل في حالة قلق دائم، سواء مِن الغد أو من المرض أو من الموت المفاجئ. الغني في حالة قلق على ثروته وماله، والفقير يقتله القلق على مستقبله ومستقبل أولاده. الصحيح يخاف من المرض، والمريض يرتعب من الموت. الشاب يخاف من الغد، والشيخ يخاف من اليوم والغد معًا. نعم إنه القلق.

لكن الروح القدس أراد أن يُعلِّمنا درسًا للزمان. فقد جئن إلى القبر وتطلعن فوجدن الحجر قد دُحرج. لم تكن هناك مشكلة من الأساس. لقد انشغلت النساء بأمر لم يكن موجودًا. أخذنَ وقتًا في التفكير كيف يدحرجن الحجر، بينما الحجر قد دُحرج بالفعل. ألا نفعل الأمر ذاته كثيرًا؟! ألا نشغل أنفسنا بأمور قد لا تحدث؟! كثيرًا ما نخاف من المرض ونُصاب بقلق وربما اكتئاب لمجرد أننا سمعنا عن أحد المؤمنين قد أُصيب بمرضٍ ما. لم يكن الابن الضال يستطيع أن يعود لبيت أبيه لو تملَّك منه القلق من ناحية قبول أبيه له. وكذلك الكنعانية التي أتت للرب يسوع طالبة منه أن يشفي ابنتها، لم تسمح للقلق أن يمنعها من الذهاب إليه، والقرع على بابه، دون خجل أو تردد. إن القلق مِن المداخل السهلة التي يستغلها الشيطان ليُشككنا في محبة الله وأمانته من نحونا. كما أنه يستطيع بالقلق أن يحرمنا من التمتع بحياتنا في المسيح. لقد جاء الرب ليكون لنا حياة أفضل ( يو 10: 10 )، لكننا نفقد تمتعنا بها حينما نفتح الباب على مصراعيه للقلق والخوف. ليت قلوبنا تطمئن بين يدي السَيِّد، وتثق أن في يده كل أمورنا، وأنه يستطيع بكلمة منه أن يدحرج الحَجَر قبل أن نصل إليه.

انتظري الربَّ فلم يخجلْ مَنْ نظرَ إليهِ ولم يفشلْ
يُنير الوجهَ ويرفعُهُ ويعطي بجودٍ مَنْ يسألْ

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net