الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 25 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اذهب إلى بيتك
اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ ( مرقس 5: 19 )
نحن نظير لوط نعيش في عالم محكوم عليه بالهلاك بنيران دينونة الله، وحيثما أجَلنا النظر نجد منقوشًا بحروف بارزة أن الحكم الواقع على الكل هو: «محفوظة للنار» ( 2بط 2: 7 ). والآن نرى الله المبارك حاجزًا غضبه المُريع، مُظهِرًا الصبر وطول الأناة، وهو يعمل ذلك، لا لأنه مُتراخٍ في إتمام كلمته، حاشا، ولكن لأنه يرغب في أن يرجع الناس إليه تائبين وبذا يَحيون «يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أُناس، بل أن يُقبِل الجميع إلى التوبة» ( 2بط 3: 9 ).

وإذا ما وقع هذا تحت نظر شخص لا يستطيع أن يضع يده على قلبه، ويُقرِّر أن سلام الله يملك عليه لأنه قد قَبِلَ المسيح مُخلِّصًا، فليسمح لي أن أرجوه بالإسراع وعدم التأجيل مرة أخـرى لينال هذه المعرفة، هذا وإن سائر المسائل الأخرى لا يعتد بها بإزاء مجيء ذاك الذي: «هو على استعداد أن يدين الأحياء والأموات» ( 1بط 4: 5 ). فلذلك لا تؤجل. تعال سريعًا! تعال سريعًا!

وبإنجاز هذا العمل تصبح كأسنا ريَّا بالفرح، ويفيض السرور منها فيذوق الغير حلاوته، لأن مِن أولى غرائز النفس المولودة ثانيةً أن تنقل إلى الآخرين المعرفة المباركة التي نالتها. انظر أندراوس: «هذا وجدَ أولاً أخاه سمعان، فقال له: قد وجدنا مسيَّا الذي تفسيره: المسيح. فجاء به إلى يسوع» ( يو 1: 41 ، 42)، وهذا هو الواقع. فإننا إذا أخذنا “مجانًا” نعطي أيضًا “مجانًا” ونكون نظير شمشون عندما نجد عسلاً نتوق في أن نشرك الآخرين معنا في التلذُّذ بأكله ( قض 14: 8 ، 9)، وبذا تتسع دائرة البركة. وما أعمق الفرح الذي ينشأ عن إرشاد الآخرين وقيادتهم للوجود عند أقدام المخلِّص!

ولكن تُرى من أين نبدأ؟ أ نعبر البحار؟ أ نقطع المجاهيل والصحاري؟ أ نطوف حول الكرة الأرضية؟ ها هو الجواب الإلهي على ذلك، فلقد قال يسوع للمجنون الذي شفاه: «اذهب إلى بيتك وإلى أهلك، وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك» ( مر 5: 19 ). لقد كان مجنونًا فأُعتق، وأصبح عاقلاً، ثم أُرسل أخيرًا من قِبَل مُخلِّصه وربه ليكون شاهدًا ومُخبِّرًا، ولربما كان يفضِّل أمرًا خلاف ذلك، ولكن الحكمة الإلهية هيأت له دائرة للشهادة: هي بيته.

لقد وضع على عاتق الجميع أن يكونوا نورًا متألقًا في بيوتهم. وليس المقصود من هذا أن الشهادة والعمل ينتهيان هناك، بل نريد أن يتقرر أن البيت هو المحل الذي منه نبدأ.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net