الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 20 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الراكب في القفار
غَنُّوا للهِ. رَنِّمُوا لاِسْمِهِ. أَعِدُّوا طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ بِاسْمِهِ يَاهْ، وَاهْتِفُوا أَمَامَهُ ( مزمور 68: 4 )
لا يُقصَد بالقفر هنا البرية الجدباء بصفة عامة، بل الكلمة في العبري تعني ”الأخدود العميق“، إشارة إلى الأخدود الذي بين بحر الجليل والبحر الميت. وهذا الأخدود يسوده أردأ مناخ على سطح الأرض. ويقع هذا الأخدود عند مصب نهر الأردن في البحر الميت حيث توجد أوطى نقطة على سطح الكرة الأرضية.

ونهر الأردن يُكلِّمنا عن الموت، فهو يبتدئ بمياه صافية، وينتهي بمياه عكره مليئة بالطين، كما أنه كثير المنحنيات والتعرُّجات، فالمساحة بين مَنبعه ومَصبُّه صغيرة لو أخذنا طريقًا مستقيمًا، غير أن طول نهر الأردن أضعاف تلك المسافة! وهو في ذلك صورة للإنسان الطبيعي الذي عبثًا يحاول أن يهرب من الموت، ولكن لا مفر من ذلك، تمامًا كما أن نهاية نهر الأردن أن يصب في البحر الميت مهما طال مجراه. أما البحر الميت فله وضع خاص، فهذا البحر له مدخل للمياه ولكن ليس له مخرَج، وهو بذلك صورة للبحيرة المتقدة بالنار والكبريت، التي عندما يدخلها الإنسان لن يخرج منها أبدًا!!

من أجل ذلك فنهر الأردن والبحر الميت هما صورة للموت وما بعده «وُضِعَ للناس أن يموتوا مرةً، ثم بعد ذلك الدينونة» ( عب 9: 27 ). تُرى هل يوجد مَنْ ينقذ من الموت، أو مَنْ يرفع الدينونة؟ شكرًا لله لقد جاء رئيس خلاصنا ( عب 2: 10 )، واستطاع أن يُغيِّر مصيرنا من النار الأبدية إلى المجد الأبدي.

ما الذي يمكن أن يقف أمام رئيس الخلاص؟ هل الموت؟ كلا، فلقد قال المسيح ليوحنا: «أنا هو الأول والآخِر، والحي. وكنتُ ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين! آمين. ولي مفاتيح الهاوية والموت» ( رؤ 1: 17 ، 18). هل يقدر ذاك الذي له سلطان الموت أن يقف أمام رئيس الخلاص؟ كلا، فمكتوب عن الرب «فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاكَ الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويُعتِق أُلئك الذين – خوفًا من الموت – كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية» ( عب 2: 14 ، 15).

حقاً إنه هو «الراكب في القفار» أي المنتصر الظافر، الذي دخل في ذلك القفر الرهيب لكي يُخلِّصنا منه. من أجل ذلك يذكر لنا بعد ذلك حنانه بالنسبة لمَن عانوا من مرارة الموت: الأرامل واليتامى «أبو اليتامى وقاضي الأرامل» (ع5). إنه من أجل هؤلاء المساكين أتى المسيح إلى العالم. وذاق في صلبهِ مرارة العذاب، لكي ننجو نحن من العقاب. له كل المجد.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net