الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 22 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التوقيت الإلهي
بِيعَ يُوسُفُ عَبْدًا ... إِلَى وَقْتِ مَجِيءِ كَلِمَتِهِ. قَوْلُ الرَّبِّ امْتَحَنَهُ. أَرْسَلَ الْمَلِكُ فَحَلَّهُ ( مزمور 105: 17 - 20)
يقول الحكيم: «لكلِّ شيء زمانٌ، ولكل أمر تحت السماوات وقت» ( جا 3: 1 ). والتوقيتات عند الله محسوبة بالضبط، فلا تأخير ولا تقديم عنده. وغالبًا ما تميل الطبيعة فينا إلى استعجال الأمور، ولكن حسنًا قال أحدهم: “إن الله يمشي متمهلاً، لكنه لا يصل أبدًا متأخرًا”.

كان عمر يوسف عندما أرسله أبوه ليفتقد سلامة إخوته 17عامًا. ومن هذا الوقت بيع يوسف عبدًا. وظل يخدم في بيت فوطيفار إلى أن دخل السجن. وطالت مدة الآلام والمُعاناة 11 سنة. وخطر على باله أنه بخروج رئيس السُّقاة، ووقوفه أمام فرعون مرة أخرى، سيأتي وقت نهاية المُعاناة والأحزان. وقال لرئيس السقاة: «وإنما إذا ذكرتني عندك حينما يصيرُ لك خيرٌ، تصنع إليَّ إحسانًا وتذكرني لفرعون، وتُخرجني من هذا البيت» ( تك 40: 14 ). لكن لم يكن قد أتى بعد وقت مجيء كلمة الرب، لذا يأتي القول: «ولكن لم يذكر رئيس السُّقاة يوسف بل نسيهُ» ( تك 40: 23 ). ولم يخرج يوسف من السجن إلا بعد سنتين من الزمان، عندما تذكَّره رئيس السُّقاة، فقصَّ على فرعون ما فعله يوسف، وتمت كلمات الوحي: «إلى وقت مجيء كلمتهِ. قول الرب امتحنه. أرسَلَ الملك فحلَّهُ ... أقامَهُ سيدًا على بيتهِ، ومُسلَّطًا على كل مُلْكهِ» ( مز 105: 19 -21).

وذات يوم خرج موسى إلى إخوته لينظر في أثقالهم، متصوِّرًا أنه جاء الوقت لوضع نهاية العبودية والمُعاناة لشعبه. لقد استعجل الأمر لأنه خطر على بَالِهِ أن يفتقد إخوته بني إسرائيل ( أع 7: 23 )؛ خطر على بَالِهِ هو، ولم ينتظر وقت مجيء كلمة الرب التي قالها لأبرام: «اعلم يقينًا أن نسلك سيكون غريبًا في أرضٍ ليست لهم، ويُستعبدون لهم. فيذلُّونهم أربع مئة سنة ... وبعد ذلك يخرجون بأملاكٍ جزيلة» ( تك 15: 13 ، 14). لقد تخرَّج موسى من مدرسة فرعون ظانًا أنه شيء، وكان يجب عليه أولاً أن يتخرَّج من مدرسة الله، ليتعلَّم أنه لا شيء. فظل يرعى الغنم في البرية لمدة 40 سنة، وفي هذه المدة قول الرب امتحنه هو، فتعلَّم وأدرك لا شيئيته، وتمت المدة التي تكلَّم الله عنها أن الشعب سيقضيها في مصر، وأيضًا اكتمَل ذنب الأموريين ( تك 15: 16 ).

أخي الحبيب: وأنت تمر في أي ظرف، لا تنظر إلى ساعتك، وتستعجل الوقت، بل انتظر الرب واصبر له «انتظر الرب. ليتشدَّد وليتشجع قلبُكَ، وانتظر الرب» ( مز 27: 24 )، «إن توانَت فانتظرها لأنها ستأتي إتيانًا ولا تتأخر» ( حب 2: 3 ).

منسى ملاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net