الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 10 أكتوبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الجهاد الروحي
لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ ( عبرانيين 12: 4 )
* الجهاد والنعمة: قارئي المبارك أتمنى أن تكون النعمة قد علَّمتنا أن الكل بالنعمة. ولكن إذ نرى الرسول بولس - والأُمناء بعده - في جهاد ودموع تأخذنا الحيرة؛ هل نحن بحاجة إلى هذا الجهاد المُضني، أم تكفينا نعمته؟ والإجابة: إن النعمة لا تتعارض مع الجهاد القانونى على الإطلاق. والكتاب المقدس كله يُحرِّض على الجهاد «لم تقاوموا بعد حتى الدم مُجاهدين ضد الخطية» ( عب 12: 4 ). وكل جهادنا المسيحى هو بالنعمة؛ ليس بذواتنا، وإلا فلا قيمة له أمام الله. والله يريدنا ان نأخذ منه نعمة تتحوَّل إلى طاقة لنجاهد بقوة الله.

* جهاد الأعمال المرفوض: إن قول الكتاب القدس: «إن كان بالأعمال فليس بعد نعمة» ( رو 11: 6 )، لا يقصد به الجهاد الروحي بالنعمة، بل أعمال البر الذاتي، أي أن أصنع فرائض لأُرضي الله، وبعدها فالله ملتزم أن يُدخلني السماء، إذا صنعت ما فُرِضَ علىَّ، من ذهاب للكنيسة وأصوام وصلوات وعشور. هذه هي الأعمال الميتة المرفوضة، لأنها تُصنَع بكبرياء وبر ذاتي وقلب نجس، لم تسكنه النعمة ولا الحياة الأبدية. وفاعلها متوهِّم شراء السماء بأعماله. والسماء لا تُشترى ولا بدمائنا. ولكن الكل بالنعمة والإيمان ودم المسيح. ولكن النعمة المُعلِّمة الجهاد الروحي القانوني المنظم، في الصلاة وقراءة الكتاب المقدس وأصوام وكل وسائط النعمة، هي قوة أولاد الله في طريقهم لبيت الآب.

* غرض الجهاد: والجهاد الروحي هو أحد مظاهر اتكال المؤمن على الرب. وإن تخلَّى عنه فقد هُزِم من الشيطان. ويقول داربي: إنه لا يوجد مجال يحس فيه المؤمن بوطأة الجهاد كما يحس أثناء الصلاة. وليس هناك وعد بإنتهاء الجهاد. وبقدر ما يكون لنا نور من الروح، وأمانة في الطاعة، سنقاوم هجمات العدو بجهاد. والنعمة تحوِّل كل تجربة شيطانية نقاومها بثبات إلى أملاك. وغرض جهادنا الأساسي هو امتلاك مواقع روحية في السماويات، ثم الاحتفاظ بأملاكنا؛ من قداسة وانكسار ومحبة، والتصاق للنفس بالرب ( 1كو 6: 16 ). ويسبق هذا، المجاهدة ضد الخطية ( عب 12: 4 )، وإتمام خلاصنا بخوف ورعدة ( في 2: 12 ). وبعدها يأتي الانكسار ووادي الاتضاع، حيث يغرس - تبارك اسمه - ثمرَهُ النفيس بالنعمة.

هُوذَا المَيْدانُ قَدْ أُعِدَ فَلا رُقادْ
حاضِرُوا بالصَّبرِ واصِلوا الجِهادْ

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net