الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 أكتوبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشكر في التجارب
اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ ( 1تسالونيكي 5: 18 )
هناك بعض الاعتبارات المجيدة، التي تُحرِّك دواعي الشكر والحمد للرب في قلوب المؤمنين المتألمين:

1 - إله التعويضات .. يُعوِّض ويُزوِّد: كثيرون من المؤمنين المُجرَّبين، حين تلمع أمام عيونهم تعويضات الإله الكريم تهون عليهم أتعابهم. الرب في جود نعمته يُذكِّرنا ونحن نجتاز طريق الألم الذي تكتنفه غيوم الحزن والحيرة، أنه سيعوِّض عن النوح بالتسبيح «عند المساء يبيت البكاء، وفي الصباح ترنُّم» ( مز 30: 5 ). إن طال ليل التجربة أو قَصُر، سيأتي الصباح، ونختبر تعويضات الله الغني. أيًا كانت صورة التعويض، روحية أم مادية، وأيًا كان توقيته حاليًا أم مستقبليًا.

وإذ نذكر في تجاربنا التي بحسب مشيئته أن الرب سوف يُخرِج من جفائها حلاوة، ومن آلامها دُررًا، نشكر، وتعلو أصوات الترنيم على زفرات الأنين. وحين تنتهي التجربة نحمده قائلين: «دخلنا في النار والماء، ثم أخرجتنا إلى الخِصب» ( مز 66: 12 ). كما عوَّض الرب أيوب ويوسف وراعوث وأستير وغيرهم من القديسين الذين اختبروا تعويضات الإله الكريم، وبارك آخرتهم أكثر من أولاّهم، هكذا يبقى كما هو، لم يمتنع قلبه الكريم عن العطاء والجود. مخازن الله ممتلئة بالبركات التي يُسرّ أن يغمر بها أتقياءه الذين انتظروه بصبر وتسليم، ومجّدوه في وسط التجربة.

2 - إله الرجاء ... يُجدِّد ويُمجِّد: عندما يأخذ الرب بأبصارنا إلى مناظر المجد الأبدي، يتولَّد فينا الشكر العميق. يزداد الصبر في الآلام، إذ تتضائل آلام الزمان الحاضر في ضياء عظمة المجد العتيد أن يُستعلَن فينا.

صاحَ أيوب صيحة الرجاء، فوق مرتفعات الألم وهو يمسك بتلسكوب الرجاء الذي استطاع به أن يرى ما لا يُرى، فهتف: «أما أنا فقد عَلِمت أن وليي حيٌّ، والآخِرَ على الأرض يقوم، وبعد أن يفنى جلدي هذا، وبدون جسدي أرى الله ... إلى ذلك تتوق كُليتاي في جوفي» ( أي 19: 23 –27). انفتحت عيناه، فرأى أن جسده العليل ليس سوى خيمة سوف تُطوى، وبعدها سيرى بعينيه وليَّه الحي الذي ارتبط به، فتوَّلَد في أعماقه شوق وحنين إلى تلك الحالة المجيدة التي مسَّت شغاف قلبه وأسرَت أفكاره ومشاعره، فسكَّنت آلامه، بل جعلته ينسى الزمان والمكان، ويخرج من دائرة الألم والأحزان، ويعيش جو الأبدية وهو في قلب التجربة ( يع 1: 12 ).

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net