الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 21 نوفمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حياة في مشيئة الله
تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ ( رومية 12: 2 )
مَن مِن المؤمنين لا يتوق للعيش وِفق مشيئة الله؟ مِن المؤكد وجود رغبة صادقة لدى جميع أولاد الله أن يُتمموا الغرض الذي من أجله خُلِقوا في المسيح يسوع، لذلك يُردِّدون كثيرًا كيف أعرف مشيئة الله لحياتي؟

والبعض يدَّعي صمت السماء إزاء هذا السؤال، وكأن المُعتاد أن يرسل الله ملاكه ومعه قائمة تفصيلية بما يريدك أن تفعله، بأية كلية يريدك أن تلتحق، وأي وظيفة تعمل، ولأي فتاة تتقدَّم! هم يريدون اكتشاف مشيئة الله ليعيشوها، في حين المُفترض أن نحيا طبقًا لإرادته، ثم يزداد إدراكنا يومًا فيومًا لوجودنا في ملء مشيئته. بعبارة أخرى مشيئة الله ليست سؤالاً يحتاج لإجابة، إنما طريق نحتاج لسيره، ويقدِّم لنا الكتاب خارطة الطريق، وأولى الخطوات لنختبر إرادة الله هي:

(1) التكريس: فالعبادة العاقلة ليست طقوسًا، أو مُجرَّد ترنيمات وصلوات تُرفع بطريقة ميكانيكية ولا حتى بطريقة روحية، بل هي في المقام الأول أن نقدِّم ذواتنا لله كذبائح حية. هذه هي أول خطوة نحو اختبار إرادة الله أن لا نعيش فيما بعد لأنفسنا بل للذي من أجلنا مات وقام.

(2) الانفصال: بعدما طلب بولس برأفة الله تقديم الأجساد ذبيحة حية، يقول: «ولا تُشاكلوا هذا الدهر». والانفصال ليس هو خروجنا من قلب العالم، إنما خروج العالم من قلبنا. ألا تتفق معي أن رؤية لوط لسدوم، ومحبة ديماس للعالم، جعلتهما أبعد ما يكون عن مشيئة الله، لذا كان التحذير: «لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم» ( 1يو 2: 15 ).

(3) التغيير: خطوة ثالثة لا غنى عنها في سبيل الحياة كما يريدها الله لنا أن تكون، أن نتغيَّر عن شكلنا. وهنا يأتي دور الذهن الجديد في تَبنِّيه طريقة تفكير مختلفة، ورؤيته للأمور من منظور الله لتتكوَّن مفاهيم جديدة عن الحق والجمال، العدل والرحمة، الغنى والفقر، الحياة والموت، وهكذا يعيش المؤمن حياته وِفق مبادئ تجعله مختلفًا عن الآخرين، فقمة الضعف أن تحيا كواحد من الناس.

يا إلهي هبني قلبًا يَقصِـــــــــدُ مسرَّتـــكْ
فأعيشَ وِفقَ قولِكْ عامـــلاً مشيئَتكْ
فيرَى الناسُ دوامًا في سُلُوكــي صُورَتـكْ
فيعودَ المجدُ لاسمِكْ ولِفَضْلِ نِعمَتِكْ

أسامة عاطف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net