حتمًا سألاقي سَيِّدي .. الرب المبارك الذي استطاع بملئهِ الإلهي أن يُريح قلبي، ذاك الذي في فيض حبه قد أحاط نفسي في حاضرها وماضيها ومستقبلها، ودعاني أن أنتظره شخصيًا.
ولكن هناك شيء آخر، فالرسول يقول: «لأن مَن هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا؟ أم لستم أنتم أيضًا أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئهِ؟ لأنكم أنتم مجدُنا وفرحُنا» ( 1تس 2: 19 ، 20). أي أن فرحه هو أن يرى الذين تعب وعمل بينهم، يُحيطون بالحبيب الرب يسوع في مجيئه. ويتساءل الناس أحيانًا: تُرى هل يعرف أحدنا الآخر هناك؟ واضح من هذه القرينة أن بولس لم يكن لديه أدنى شك في أنه سيعرف هؤلاء التسالونيكيين الأعزاء الذين أتى بهم إلى المسيح. وليس هناك شيء من التناقض في أن بولس الذي أبصر الرب كنورهِ ورجائه، يفكِّر أيضًا في أولئك الذين عمل بينهم. على أن هذه الفكرة تجعل المشهد مشهدًا عائليًا. فالرب هناك، الغرض الكبير المتميِّز، والذي به ومنه تنطلق أفراح الجميع. ولن يكون ذلك مشهدًا غريبًا، فالقلب سيفرح أيضًا بأولئك الذين سار بينهم وتعب معهم وهو على الأرض.
يعوزنا المزيد من الحب بعضنا لبعض ( 1تس 4: 13 ). صحيح أنه لا شيء يُشبعنا حتى نكون كلنا في بيت الآب معه له المجد، غير أن المحبة التي جعلها في قلوبنا تدفعنا أن نتشوَّق إلى رؤية خاصته جميعًا حول شخصه الحبيب. هناك نشهَد نُصرته الكاملة. إنه الآن هناك. لقد أخفى مجده مرة لكي يأتي ويموت نيابةً عنهم. وبعد إتمام كل أغراض نعمته سيأتي أيضًا لأن قلبه المُحب موضوع على شعبه وعلى أن يكونوا معه. أ ليس للقلب أن يتمسَّك بأن لنا في السماء قلبًا يشتاق أن يكون شعبه معه ويقاسمه مجده؟ ( يو 17: 22 ).
هل تفكَّرت يا أخي في الساعة التي يأتي فيها الحبيب كالقيامة والحياة؟ سيكون قوم من قديسيه في القبور، وآخرون في أجسادهم المائتة، بيد أنه يتخذ من حالتهم فرصة لكي يُظهِر مَنْ هو، كم لديه من القوة لتغيير أجسادهم الوضيعة لتكون على صورة جسد مجده! فسيأتي، وينطق بالكلمة: فيُقام الأموات في المسيح أولاً، ويتغيَّر الأحياء.