الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 نوفمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلمات يسوع
تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ ( يوحنا 5: 25 )
في الأصحاح الخامس من إنجيل يوحنا تكلَّم الرب يسوع عن زمنين؛ أحدهما زمن نعمة عجيبة، والآخر زمن دينونة رهيبة. كما تكلَّم أيضًا عن قيامتين؛ إحدهما قيامة للحياة، والأخرى قيامة للدينونة. وقد تكلَّم بوضوح حتى إنه لا يحَار أحد في معرفة إلى أي الزمنين أو القيامتين ينتمي. تكلَّم عن زمن النعمة قائلاً: «الحق الحق أقولُ لكم: إنه تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون» (ع25). وقد مضى نحو ألفي سنة منذ ابتدأت هذه الساعة، ولا زلنا نحن فيها الآن. في أول الأصحاح نرى النعمة الإلهية تفتش عن العُمي والعُرج والعُسم (ع3)، ولكن هنا نرى النعمة تفتش، ليس عن المرضى جسديًا، بل المرضى روحيًا، لا بل الأموات بالذنوب والخطايا. حقًا إنها نعمة غنية تلك التي تصل بصوت ربنا يسوع إلى أولئك الموتى، وتُحيي السامعين.

وبعد ساعة النعمة الغنية هذه ستأتي ساعة أخرى «تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوتَهُ، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة» (ع28، 29). ولا بد من أن يتم جميع ما تكلَّم به الرب يسوع. فالآن ساعة النعمة، كما أن ساعة الدينونة لا بد وأن تأتي. لا بد وأن تُسمَع كلمات ربنا يسوع، إما في زمن النعمة، وإما في زمن الدينونة. لا يستطيع إنسان الهروب من سماعها، ولا بد أن تسمعها أيها القارئ في أحد الزمنين.

وقد مرَّت ألفي سنة ولم يهلك أحد من أولئك الذين سمعوا كلمات يسوع وقبلوها. تأمل، إنها نعمة غنية جدًا «يسمَع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون»؛ الأموات الذين لا حركة فيهم. وقد أظهر موت المسيح حالتنا «إذ نحن نحسب هذا: أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع. فالجميع إذًا ماتوا» ( 2كو 5: 14 ).

قد يقول القارئ: كيف أعرف ما إذا كنت ميتًا أو حيًا؟ إني قد جاهدت كثيرًا، وما زلت غير متأكد من أني قد حييت. نعم، وذلك لأن هذه المجهودات لا تنفع شيئًا، لا بل تبرهن على رفضك النعمة الغنية المجانية التي تصل إلى الأموات. وبما أنك مُرتاب في حالتك، إذن نُقدِّم لك كلمات المسيح القائلة: «إنَّ مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلَني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» (ع24). فليتك تفعل ذلك الآن.

وليم مكاي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net