الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 18 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كما سلكَ ذاك
مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا ( 1يوحنا 2: 6 )
المُنتَظر فعلاً أن مَنْ يثبت في المسيح يُظهِر في حياته نفس المَسلَك. فكيف سلَك المسيح إذن؟

أولاً: كيف سلك من نحو الله؟ مع أن ربنا يسوع المسيح كان الله الظاهر في الجسد، غير أنه سار في هذا العالم كالإنسان المُتوكِّل على الله. صحيح أن مسلَكه أمام الله وهو على الأرض - تبارك اسمه - لقيَ صداه من التكريم في ثلاث مرات خلال خدمته القصيرة، يوم انطلق صوت الرضى والثناء من سماوات مفتوحة، وفي كلمات تصدر من أسمى دوائر المجد. بيد أننا نقدر أن نتبيَّن من أقواله - له المجد - سمو كمال حياته أمام أبيه. ففي بكور أيام جسده، وكأول تعبير من شفتيهِ الكريمتين وهو بعد في الثانية عشرة، يقول ليوسف وأُمه: «أ لم تعلَما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي؟». ومرةً أخرى، يوم سأله تلاميذه أن يأكل بعد أن أروى “بالماء الحي” نفس المرأة السامرية الظامئة المسكينة، فأجابهم: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمِّم عملَهُ». وفي يوحنا 8 نقرأ القول: «لم يتركني الآب وحدي، لأني في كل حينٍ أفعل ما يُرضيه». وهكذا سلَك حتى في آخر المطاف، وبعد أن عانى الاكتئاب والدهش وخزي الصليب، صرخ صرخته الحُبيَّة: «قد أُكمِلَ»، وأسلَم الروح لأبيه. ذلك كان مسلَكه على الأرض من نحو الله الآب.

ثانيًا: كيف سَلك إزاء الناس؟ يُخبِرنا الروح القدس أنه «جالَ يصنعُ خيرًا ويشفي جميع المُتسلِّط عليهم إبليس». ونقرأ عن عطفه ورثائه للحزانى والمكروبين، على أنه لم يكن عطفًا مُجردَّا، بل اقترن أبدًا بالاستعداد للعون. ففي إحدى الأُمسيات، وبعد يومٍ حافل بالكَّد والعناء، نراه يتناول مجموعة من المرضى والسُّقماء يشفيهم عطفًا بهم ( لو 4: 40 ).

على أنه في هذا جميعه لم يكن ليَغمض العين عن أي شر، فهوذا نراه في الهيكل، وقد تدنَّست دوره بالمتاجرة، يصيح غاضبًا ويطرد الذين دنَّسوا القدس. ثم نسمع من فمهِ أشد التوبيخ للرياء مهما تعدَّدت أشكاله، ومع أن المُرائين كانوا من الطبقات ذات النفوذ والسطوة، فإنه، له المجد، لم يكن ليبالي. بيد أنه رضيَ أن يتوقف في الطريق، استجابةً لصرخة شحاذ أعمى، وتنازل عن طيب خاطر أن يذهب مع قائد المئة الأُممي الذي طلب الرحمة لخادمه المريض وقال له: «أنا آتي وأشفيهِ». مكتوب: «أما النعمة والحق فبيسوعَ المسيح صارا». وما أمجد ما تجلَّى هذا في كل طرقه له المجد!

كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net