الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 19 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ساعة الآلام لأجل المسيح
سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ ( يوحنا 16: 2 )
في هذا الجزء يقول المسيح لتلاميذه: «كلَّمتكم بهذا لكي لا تعثروا» ( يو 16: 1 )؛ و“هذا” الذي يُشير المسيح إليه هنا هو ما ورَدَ في يوحنا 15: 18-25 عن بُغض العالم وكراهيته له ولتلاميذه.

ثم يقول المسيح: «سيُخرجونكم من المجامع». والطرد من المجامع ليس أمرًا سهلاً، فالمطرود من المجمع هو أيضًا شخص منبوذ من المجتمع ومعزول عن الجميع. إنها صورة للموت الأدبي. ثم يستطرد المسيح مُشير أيضًا إلى الموت الحرفي فيقول: «بل تأتي ساعة فيها يظن كل مَن يقتلكم أنه يُقدِّم خدمة لله». ولعل شاول الطرسوسي في سفر الأعمال يُعطينا مثالاً قويًا وواضحًا لذلك، فقد كان يضطهد تلاميذ المسيح معتقدًا أن هذا أسمى صور التقوى والقرب من الله، حتى خلَّصه الله بالنعمة، فتحوَّل المُضطهِد إلى مُضطَهَد!

وهذه الساعة تشمل كل الفترة المُمتدة من قيامة المسيح وصعوده لحين ظهور المسيح للعالم بالمجد والقوة، ليضع حدًا لعربدة الشيطان وأتباعه، ويضع الحق في الأرض.  وهذه الساعة، نظرًا لطابعها الشرير، فإننا نُسميها بلغة الرسول بولس “يوم البَشَر”. تلك الفترة التي فيها ما زال “سر الله” قائمًا ( 1كو 4: 3 ؛ رؤ10: 7).

ويقول المسيح: «تأتي ساعة فيها يظن كل مَن يقتلكم أنه يُقدِّم خدمة لله». حديث المسيح هنا هو عن العالم الديني، ذلك العالم الذي ظهر في بدايته في قايين، وظهر في اكتمال شره في قادة أُمة اليهود على عهد المسيح، لكنه استمر في أيام الكنيسة الأولى، وما زال حتى اليوم مستمرًا في أماكن كثيرة في العالم، وينتظر اكتمال مكيال إثمه في فترة الضيقة العظيمة، ولو أن هذه لن تشاهدها الكنيسة. على أن استخدام الرب لتعبير “الساعة” هنا مرتين (ع2، 4)، يتضمن فكرة تدعو للتعزية، وهي أن هذه الفترة مهما بدَت طويلة، فإنها في حقيقة الأمر وجيزة ( 1تس 2: 17 ). وفي ضوء الأبدية التي لا تنتهي، فإن مُعاناة تلاميذ المسيح وآلامهم، وتطاول الأشرار عليهم، إنما هي وقتية، ولأنها وقتية فإنها لا تقَاس بالمجد الأبدي الذي ينتظرنا.

والمسيح بإخباره المُسبَّق لِما يمكن أن يكون سببًا لزعزعة الإيمان، فإن هذا عينه من شأنه أن يقوِّي الإيمان. فالمسيح لم يَقُل ما قاله لتلاميذه هنا لكي يُربكهم أو يُعثِرهم، بل بالحري لكي يقوِّى إيمانهم. وما أجمل أن نجد أن الأمور التي من شأنها زعزعة الإيمان المزيف، هي بعينها التي تُثبِّت الإيمان الحقيقي!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net