الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع المُقام يُدحرج الأحجار
كُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَر ..؟ فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! ( مرقس 16: 3 ، 4)
إننا نجد في “يسوع المُقَام” العلاج الناجع لكل أدواء حياتنا، فمريم تقصد قبر يسوع في الصباح باكرًا، وهي ليست حزينة لفَقدْ سَيِّدها فقط، ولكنها مُتحيرة في كيفية دحرجة الحجر عن القبر. ولكن القيامة قد أزالت حزنها، كما قد بدَّدَت حيرتها، ويسوع المُقَام قد طيَّب قلبها الحزين، كما قد رفع عنها الحِمل الذي أَثقَل كاهلها، فوجدت الحجر مُدحرَجًا عن القبر، وقابلَت سَيِّدها المحبوب الذي حجَبه الموت عن ناظرها وقتًا قصيرًا.

وهكذا في أمر همومنا وأثقالنا في الوقت الحاضر فإننا لا نجد لها تفريجًا إلا في القيامة، فمن يوم إلى يوم نتعب ونحزن ونتحمَّل مشقات السفر، وربما نصرخ في بعض الظروف كما صرخت مريم: «مَن يُدحرج لنا الحجر؟»، ولكننا نجد الجواب: “يسوع المُقَام يُدحرج الحَجَر”. فإذا تأملنا في القيامة نرتفع فوق تأثير أثقال الحياة. لا نقول إن هذه الأثقال تزول، ولكنها لا تقدر أن تحنينا تحتها، لأن قلوبنا تكون مرفوعة بمعرفتنا أن رأسنا مُقَام من الأموات وجالس عن يمين الله في السماوات، وليس ذلك فقط بل إن مقامنا هناك معه. فالإيمان يدخل بنفوسنا إلى حضرة الله المقدسة، وهناك نلقي همومنا عليه واثقين أنه هو يعتني بنا.

وكم من المرات جزعَت نفوسنا وارتعدَت من مصائب كنا نراها من على بُعد كسُّحب مُظلِمة في الأُفُق، ولكن عندما اقتربنا إليها وجدنا “الحجر مُدحرجًا عن القبر”؛ يسوع المُقَام دَحْرَجَه، فأزال السُّحب المُظلمة، وملأ الجو بنور مُحياه الكريم!

ظنَّت مريم وهي سائرة في الطريق أن الحجر الكبير سيَحول بينها وبين حبيبها، ولكن عندما أتت إلى القبر وجدت يسوع المُقَام حائلاً بينها وبين الصعوبة التي كانت تخاف منها. لقد أتت لتُحنِّط جسدًا مائتًا فوجدت مُخلِّصًا مُقَامًا يُباركها ويملأ قلبها سرورًا. هذه هي طرق الله، وهذه هي قوة القيامة. فالخطايا والأحزان والهموم والأثقال تنقشع وتختفي جميعها عندما نُوجد في حضرة ربنا الحيّ المُقَام.

لمَّا سقط يوحنا إلى الأرض كميت في جزيرة بَطمُس، ما الذي أقامه؟ يسوع الحيّ المُقَام الذي قال له: «لا تخف، أنا هو الأول والآخِر، والحيُّ. وكنتُ ميتًا، وها أنا حيٌّ إلى أبد الآبدين!» ( رؤ 1: 17 ، 18). لمَّا رَّن هذا الصوت في أُذني يوحنا انتصب ووقف لأن الشركة مع ذاك الذي انتزع الحياة من قبضة الموت أزالت مخاوفه وبعثت في نفسه قوة إلهية.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net