الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 16 فبراير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في بيت أبي منازل كثيرة
أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي ... أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا .. آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ ( يوحنا 14: 1 - 3)
 الإيمان: سبقَ حديث الرب عن بيت الآب وما لنا فيه من منازل كثيرة، حديثه عن الإيمان «أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي» ( يو 14: 1 ). ويُختَم هذا الأصحاح أيضًا بالحديث عن الإيمان «وقلتُ لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون» ( يو 14: 29 ). فالإيمان هو أهم الأُسس التي ترتكز عليها النفس في علاقتها بالله. لأنه ماذا يفعل التلاميذ بكل وعود الرب دون إيمان؟! وماذا نستفيد نحن من وجود منازل كثيرة، ومكان لنا في بيت الآب دون إيمان؟! فالإيمان يجعلني أرى الله أعظم من كل شيء، حتى من كل خطاياي وسقطاتي، فأمسك به ليُتوِّبني. والإيمان يُكرِم الله ويعمل في صفه وسط كل الظروف، فيُنقيني. وكل الضغوط نافعة للإيمان ونحن في طريقنا إلى بيت الآب.

 المحبة: وبعد أن حدَّث الرب تلاميذه عن الإيمان يُعلِن عن عظمة ما جهزته لهم محبة الآب قائلاً: «في بيت أبي منازل كثيرة». ولأول مرة يُعلِن المسيح أنه ذاهب ليُعِد مكانًا للبشر في بيت الآب؛ المكان غير المخلوق لأقانيم اللاهوت. والعجب أن الإنسان لم يفسح مكانًا لله يوم ظهر في الجسد، بل أغلق في وجهه - تبارك اسمه - كل المنازل! ولكن ما أكرم محبة الآب والتي أفسحت منازل كثيرة في بيته للمفديين، ولم تغلق بيته في وجه الإنسان! واليد الإلهية التي أعدَّت لنا بيته لا تعمل إلا بالانسجام مع محبة قلبه. إن في عناية الرب بنا محبة حيَّة حقيقية، أكثر جدًا مما نتصوَّر أو نفتكر. وستصل بنا المحبة إلى بيت الآب، وتمتعنا بكمالها هناك.

 الرجاء: «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ»: والمكان قد أُعِد للمفديين في بيت الآب منذ أن قدَّم المسيح نفسه للفداء، ثم صعد إلى الآب كرأس الجنس الجديد. ولكن المفديون لم يُعَدُّوا بعد للمكان. وفور كمال إعدادهم يقوم - تبارك اسمه - من عرش الآب، ويأتي ويختطفنا على السحاب. وجميل تعبير: «وآخذكم إليَّ، حتى حيثُ أكونُ أنا تكونون أنتم أيضًا»! فهو سيأخذنا لنكون في نفس المكان الخاص به؛ في بيت الآب، وهناك سنتمتع بنفس الكرامة والمعزَّة اللائقة به كإنسان مجَّد الله على الأرض. وهكذا سينتهي بنا الإيمان والرجاء والمحبة إلى بيت الآب؛ بيت المحبة.

لِمَ الأَسَى بَعْدُ إِذًا سُرِّي وَلا تَبْكِي
فَهَا لَكِ الرَّبُّ وَهَا الـ كُلُّ كَذَا لَكِ

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net