الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 17 فبراير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فرح الفاجر إلى لحظة
إِنَّ هُتَافَ الأَشْرَارِ مِنْ قَرِيبٍ، وَفَرَحَ الْفَاجِرِ إِلَى لَحْظَةٍ! ( أيوب 20: 5 )
لنا في كلمة الله أمثلة ليست بقليلة على احتفالات أشرار وفُجَّار انتهت بطريقة مؤسفة:

(1) عندما اجتمع أقطاب الفلسطينيين «ليذبحوا ذبيحةً عظيمة لداجون إلههم ويفرحوا»، وأتوا بشمشون ليلعب أمامهم كالمُهَرِّج، انتهى الأمر بأن «قالَ شمشون: لتَمُت نفسي مع الفلسطينيين. وانحنى بقوة (على العمودين اللذين كان البيت قائمًا عليهما)، فسقطَ البيت على الأقطاب وعلى كل الشعب الذي فيه، فكان الموتى الذين أماتهم في موتهِ، أكثر من الذين أماتهم في حياتهِ» ( قض 16: 30 ).

(2) كان نابال يحتفل بجزاز غنمه في الكَرمَل، وأرسل داود إليه ليحصل منه على أُجرة لغلمانه نظير حراستهم لأملاكه؛ حسب تقرير أحد غلمان نابال نفسه: «كانوا سورًا لنا ليلاً ونهارًا كل الأيام التي كنا فيها معهم نرعى الغنم» ( 1صم 25: 16 ). أما نابال فاحتقر داود واستهزأ به، وأرسل غلمانه فارغين، وبعدما تدَّخلت أبيجايل بحكمتها وردَّت داود عن الانتقام لنفسهِ، انتهى الاحتفال بمأتم إذ «ضربَ الرب نابال فماتَ» ( 1صم 25: 38 ).

(3) صنع الإمبراطور البابلي بيلشاصَّر وليمة عظيمة، وأمر بإحضار آنية الذهب والفضة التي نُهِبَت من «هيكل بيت الله الذي في أورشليم، وشربَ بها الملك وعُظماؤه وزوجاته وسَرَاريهِ» ( دا 5: 3 )، وظهرت أصابع يد إنسان تكتب على الحائط أمام الملك، فارتعب بيلشاصَّر جدًّا ولم يفهم ما كُتِب، فأتى بدانيآل الذي أخبره بقضاء الله: «في تلك الليلة قُتِلَ بيلشاصر ملك الكِلدانيين» ( دا 5: 30 ).

(4) في يوم مولده عَمِل هيرودس «عشاءً لعُظمائهِ وقوَّاد الأُلوفِ ووجوه الجليل» ( مر 6:  21-29)، ورقصت ابنة هيروديَّا، فأعجبته، وأقسَمَ أمام الجميع أن يُعطيها أي شيء تطلبه. فطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق. فأرسل سيَّافًا وأتى لها بما طلبته! يا للبشاعة! ويا لها من نهاية مأساوية لحفلة عيد ميلاد!

لذا فإن الوحي يُحَذِّر: «نقوا أيديكُم أيها الخطاة، وطهِّروا قلوبكم يا ذَوي الرأيين. اكتئبوا ونُوحوا وابكوا. ليتحوَّل ضحككم إلى نوحٍ، وفرحكم إلى غمٍّ. اتضعوا قدَّام الرب فيرفعكم» ( يع 4:  8-10). الذي يُفيد هو البكاء في سبيل التوبة، والنوح على الخطية، لا الضحك مع الاستمرار في البُعد عن الله.

فهَلُمَّ الآنَ يا مَنْ باتَ في أسرِ الهلاكْ
واسألِ الغفرانَ واقبَلْ هِبَةً ممَّنْ دعَاكْ

رامز سامي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net