الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 21 فبراير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قُربان الدقيق
لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي ( يوحنا 6: 38 )
كل ذبائح وتقدِمات العهد القديم تحكي عن شخص المسيح وعن عمله لأجلنا. ومن ضمن هذه التقدِمات، تقدمة قربان الدقيق التي تكشف عن بشرية المسيح في كل كمالها وروعتها.

قربان الدقيق يضع أمامنا بشرية المسيح في كمالها. فقد كان بشرًا بشكلٍ كامل، وكان الإنسان الكامل. لقد تحقق قصدُ الله للإنسان في يسوع، إنه الإنسان الثاني لكنه آدم الأخير. لن يكون هناك بعد أي آدم، ولكن سيكون أُناسٌ كثيرون صائرين مثلَه. إنه آدم الأخير، رأسُ شعبٍ جديد.

كانت هذه التقدِمة مصنوعة من الدقيق النقي، وهذا يعني أن القمح قد طُحن. وهذا يُعلن عن شخصية الرب يسوع النقية الكاملة والمتزنة. كان الوحيد الصحيح من جميع النواحي. فالخطية قد جعلت الجنس البشري أخرقًا متحيِّزًا ومُعاقًا إن صحّ التعبير. فقد نَمَت بعض أجزاء شخصياتنا على حساب أجزاء أخرى مهمة. وعلماء النفس يُصرِّحون أن كل البشر اليوم قد حادوا عن المسَار قليلاً، لكن الرب يسوع هو الوحيد الكامل الصحيح.

وإذا ألقيتُ نظرةً فاحصة على شخصيات الكتاب المقدس لوجدت تفاوتًا ملحوظًا. فمثلاً كان شمشون قادرًا على إجراء أعمالٍ بطولية فذَّة، ولكنه كان ضعيفًا في الإرادة والفكر. بولس كان مفكرًا عملاقًا ولكن جسده بدَا ضعيفًا. سمعان بطرس كانت تقوده المشاعر لدرجة أنه أعلن عن استعداده ليموت مع يسوع، لكنه أنكره، مما يدُّل على ضعفٍ في الإرادة. كان الملك شاول مُعتَّدًا بنفسهِ عنيدًا لا يطيع الله؛ الأمر الذي قاد إلى إزاحته عن العرش ومن ثم إلى موته. كل هؤلاء كانوا مُتقلِّبين وناقصي الشخصية. وبالمقارنة معهم، كان الرب مُتزّنًا ويمتلك رباطةَ جأش في كل مجالات شخصيته. كان بإمكانه أن يطرد الصيارفة من الهيكل، وكان يستطيع أن يـُجلِس الأولاد في حِجرهِ. عندما كان في الربيع الثاني عشر من عمره تعجَّب رؤساءُ الدين من حكمتهِ. وعندما ابتدأ يُعلِّم اندهش الناس قائلين: «كيف هذا يعرفُ الكتب، وهو لم يتعلَّم؟» ( يو 7: 15 ).

كان بإمكان الرب أن يبكي على قبر لعازر أو على إهمال أورشليم. وبنفس الوقت كان بإمكانه أن يُقيم لعازر من الموت ويُصدِر الحكم على أورشليم. كان يمكنه أن يقول دائمًا: «لأني قد نزلتُ من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني» ( يو 6: 38 ). نعم، كان الرب مُتزنًا بشكلٍ كامل، بينما نرزحُ نحن تحت نقائصنا.

برنامج كل الكتاب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net