الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 28 فبراير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جلجثة
فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ ”مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ“ ( يوحنا 19: 16 ، 17)
لقد سِيقَ ربنا يسوع من منصة القضاء إلى مكان تنفيذ الحكم بصلبه، دون إمهالٍ، بلا رثاء وبلا وداع. وتمت فيه كلمات نبوة إشعياء: «من الضُغطةِ (جهاده في جثسيماني) ومن الدينونة (أي المحاكمات الست المتتالية: ثلاث محاكمات دينية في الليل، وثلاث محاكمات مدنية في النهار)، أُخذ. وفي جيله مَن كان يظن أنه قُطِع من أرض الأحياء» ( إش 53: 8 ).

كان الصلب عادةً يتم خارج مدينة أورشليم، لأن المُعلَّق ملعون من الله ( تث 21: 22 ). ونظرًا لقدسية هذه المدينة، ولا سيما في هذا الوقت من السنة، كان الصلب يتم خارج المدينة المقدسة. وها هو سيدنا يحمل صليبه بجسد مُحترق مزَّقته الجَلدات، ونفس مكسورة هانَت على الناس فأهانوها. يحمل في صمتٍ وألَم الصليب الثقيل قبل أن يُسَمَّر عليه!

لقد أشار متى البشير في بداية الإنجيل عن خروج المسيح من بيت لحم، ذاك الذي مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل. أما الآن فما أعجب هذا الخروج! إنه هنا يخرج من الحياة كلها من بوابة الموت. وهذا هو الخروج الذي كان موضوع حديث جبل التجلِّي عندما ظهر بمجد، ومعه موسى وإيليا، وتحدثا معه عن “خروجه الذي كان عتيدًا أن يُكَمِّله في أورشليم” ( لو 9: 31 ). حقًا ما أعجب دخول المسيح إلى العالم، من بوابة المولد العذراوي! وما أعجب خروجه منه من بوابة الموت الكفاري!

والجلجثة اسم عزيز محفور بعمق في ذاكرة وقلب كل المفديين بدم المسيح، هي بحق نقطة التقاء الأزل بالأبد. نحوها رانَت أعيُن الإيمان في الآباء، وإليها الآن تستدير عيون الملايين من كل الأرجاء، كل من جلَى الله بصيرته الداخلية فعرف معنى الفداء.

وكلمة “جلجثة” هي كلمة عبرانية معناها بالعربي “موضع الجمجمة”، أي أنها توحي بمعنى الموت. وبسبب خطية الإنسان الأول دخل الموت إلى العالم وملَكْ. لكن المسيح ابن الله الوحيد سار إلى الجلجثة، إلى مكان الموت، فأبطل الموت وكسر شوكته، ومات فوق الصليب، ليبيد ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس، وانتصر على عدو البشرية الأول. مجدًا له، فقد انتصر على الموت في مكان الموت، فحق لنا أن نترنَّم:

في جُلْجُثا ربي قضى عنِّي على عُودِ الصليبْ
في جُلْجُثا نِلتُ الرِّضى فالشكرُ للفادي الحبيبْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net