الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 14 مارس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحقول والحصاد
ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ ( يوحنا 4: 35 )
إن حضور المسيح بنفسه إلى السامرة، وتعبه من السفر لكي يفتقد امرأة ظامئة تبحث عن السعادة دون جدوى، إنما يعطينا صورة دقيقة لهذا التدبير الذي فيه أتى المسيح لكي يطلب ويُخلِّص ما قد هلك. فلم يُستعلَن الله باعتباره المُخلِّص، مثلما استُعلِن في تدبير النعمة الحاضر. وعندما قال الرسول بولس: إن «الله ... يريد أن جميع الناس يَخلُصون، وإلى معرفة الحق يُقبلون»، أردَف قائلاً: «الشهادة في أوقاتها الخاصة» ( 1تي 2: 3 -6). وهذه “الأوقَات الخاصَّة” بدأت بمجيء المسيح في الجسد.

لكننا في هذه الحادثة المُثيرة نرى أكثر من ذلك. فبعد أن تعب المسيح في افتقاد هذه المرأة المسكينة، نراها تذهب حاملة البشارة المُفرِحة للآخرين؛ تدعوهم ليروا المسيح، وكانت النتيجة العجيبة أن خرج أهل المدينة وأتوا إليه (ع30). هذا هو أيضًا طابع التدبير الحالي، فلم يطلب الله من شهوده في أي عصر آخر أن يذهبوا مُبشرين بالإنجيل للخليقة كلها، لكنه طلب ذلك من تلاميذه بعد قيامته من الأموات ( مر 16: 15 ؛ أع1: 8).

والرب تحدَّث في هذه الأثناء مع تلاميذه عن الحصاد الداني، وعن الحقول التي قد ابيَضَّت للحصاد. ومن أماكن أخرى في الوحي نفهم أن الحقل يُشير إلى العالم ( مت 13: 38 ). لهذا، كم هو مناسب أن يتحدَّث المسيح عن الحقول التي ابيَضَّت للحصاد! هذه الحقول الجاهزة للحصاد تُحدِّثنا عن الميادين العجيبة التي فتحها الرب أمامنا للشهادة لشخصه. إن زمن النعمة الحالي يُميِّزه الحصاد لا الزرع، حيث إن الزمن السابق كان يُميِّزه الزرع لا الحصاد. ويا له من تشجيع عظيم أن نذهب لكي نحصد ما لم نتعب فيه!

ونحن هنا (يو4)، نقرأ عن بركة كبرى ونهضة عظيمة حدثت في مدينة “سوخَار”. وتُذكِّرنا بالنهضة العظيمة التي حدثت في “نينوى” (يون3)، عندما آمنت كل المدينة بالله، وتابوا في المسوح والرماد. ومن الجميل أن نلحظ في كِلا الحادثتين تلميحًا إلى الفترة الحاضرة التي فيها يعمل الرب عملاً عجيبًا، ويُجري خلاصًا عظيمًا. نعم، فبعد موت المسيح وقيامته، أصبح اليوم هو «يومُ خلاص» ( 2كو 6: 2 ). ولا عجَب، فلقد نزل الروح القدس ليوآزر المؤمنين في شهادتهم للمسيح. وعليه فيمكن القول: إن النتائج الرائعة التي ستتضح لنا عن قريب، عند مجيء المسيح، ليست بسبب الأواني المُستخدَمة، بل برغم تلك الأواني. وفي هذا أيضًا نحن لنا تشجيع عظيم.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net