الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 22 مارس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تحريك العُش
قُلْتُ: إِنِّي فِي وَكْرِي أُسَلِّمُ الرُّوحَ، وَمِثْلَ السَّمَنْدَلِ أُكَثِّرُ أَيَّامًا ( أيوب 29: 18 )
إننا لنجد مياه الآلام صعبة أثناء اجتيازنا فيها، ولكن كلمة الله تُعلن «لم تُصِبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين، الذي لا يَدَعكم تُجرَّبون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفَذ، لتستطيعوا أن تحتملوا» ( 1كو 10: 13 ).

قد تقول في قلبك مثل أيوب قديمًا: «إني في وَكْري أُسلِّمُ الروح» ( أي 29: 18 )، ولكن لكي يُعلِّمك الله طرقه، فهو يأتي ويهز الوكر، ويأخذ ما تشتهيه.

إن النسور الصغيرة لا يمكن أن تعرف قوة أجنحتها التي تحملها، إلا إذا تركت أوكارها وغادرت أعشاشها. وإن الله - في حكمته السامية، وفي محبته الفائقة - إن حرَّك العش فإنما أذرعه الأبدية هي من تحت ومن حول. ورئيس الكهنة العظيم هو حي إلى الأبد ليشفع فينا، لكي لا يفنى إيماننا في يوم الآلام والحزن. كما أن المُعزي الروح القدس الساكن فينا، يعمل لكي يُحوِّل أنظارنا عن سحابة الآلام التي تجثم على الطريق إلى المجد الفائق الأبدي، الذي سنتمتع به عندما يأتي الرب نفسه بتهليل الفرح، ويأخذنا من مشهد الخطية والآلام، لنكون معه ومثله إلى الأبد.

لقد كان لأرملة صرفة التي أُرسِل إليها إيليا النبي، ابنٌ وحيد (1مل17). وكان لديها في بيتها كوز من الزيت لا ينقص، وكوار من الدقيق لا يفرغ. فإذ بالموت يدخل بيتها في يوم من الأيام ويموت ابنها، وتتفتح أعماق قلبها، ويكشف إصبع الله أسرارها العميقة التي طالما كانت تخفيها بعناية وحذر، فتقول للنبي: «ما لي ولكَ يا رجل الله! هل جئتَ إليَّ لتذكير إثمي وإماتة ابني؟». ويقول لها إيليا: «أعطيني ابنك». ويأخذه من حضنها ويصعد به إلى العُلِّية. وبينما كانت المرأة المسكينة تجلس في حزنٍ وألم، كان مشهد عجيب يجري فوق في العُلِّية، حيث أضطجَع الطفل على سرير النبي، وبسرعة تمت الاتصالات بين الأرض والسماء. صلى النبي وسمع الرب لصوت إيليا «فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاشَ. فأخذ إيليا الولد .. ودفعَهُ لأُمهِ، وقال إيليا: انظري، ابنك حيٌّ! فقالت المرأة لإيليا: هذا الوقت عَلِمت أنك رَجُل الله، وأن كلام الرب في فمك حق» ( 1مل 17: 22 - 24).

وتعلَّمت المرأة الدرس، وازدادت معرفتها بالله. ولا شك أن ذلك اليوم – يوم الموت والقيامة - كان بدء فترة جديدة في بيت أرملة صرفة.

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net