الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 1 إبريل 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا نسيتني؟
أَقُولُ لِلَّهِ صَخْرَتِي: لِمَاذَا نَسِيتَنِي؟ لِمَاذَا أَذْهَبُ حَزِينًا مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟ ( مزمور 42: 9 )
لنا في مزمور 42 والمزمور التابع له (مز43) فوائد روحية قيِّمَة، فكِلا المزمورين – من الوجهة التاريخية – مؤسسان على اختبار داود الهارب إلى عبر الأردن من وجه ابنه الخائن أبشالوم. أما من الوجهة النبوية فإنهما ينظران إلى المستقبل، عندما تهرب البقية اليهودية التقية إلى الجبال على أثر مُلك ضد المسيح في أورشليم، وقيام رجسة الخراب في المكان المقدس ( مت 24: 25 -28). فسيغمرهم ميزاب بعد ميزاب، وستكتنفهم التيارات واللُّجج، ولكنهم عندما يجتازون في وسط المياه الكثيرة سيكون الله معهم، ويُخلِّصهم إلههم ( إش 43: 1 - 5)، وعندئذٍ يتعلَّمون الدرس بأنه في وسط الضيقة التي لا مثيل لها لا يتركهم الرب، ولا يتخلَّى عن شعبه.

وربنا أيضًا قد لاقى طوفان هياج الناس الأشرار، وكداود، اضطر إلى مغادرة أورشليم، مدينة الملك العظيم، وذهب بعيدًا «إلى عبر الأردن» ( يو 10: 40 )، فقد أراد الناس أن يقتلوه ( يو 10: 31 ، 39؛ 11: 8-16). ولكن مَيَازِيب اضطهاد الناس وتيارات لُجج غضبهم، لم تُحدِث أي انزعاج في روحه، فقد عرف أنه ليس متروكًا وحده، لأن الآب معه.

لكننا نقول أيضًا: إن طوفان التجربة في هذه الأيام يكتسح أمامه كثيرين من قديسي الله الأعزاء في أماكن عديدة، فالبعض أصبحوا مُنعزلين كأنهم في بَطْمُس ( رؤ 1: 9 )، والبعض يتحمَّلون «مُجاهدة آلام كثيرة» ( عب 10: 32 )، والبعض متألمون من “سلب أموالهم” وضياع مقتنياتهم، والكل يُعانون آلامًا متفاوتة بسبب الحروب والمنازعات الحاضرة، وكثيرون خاروا في أنفسهم وفقدوا طمأنينتهم ( عب 10: 34 ). ولكن جديرٌ بنا أيها الأحباء أن نختبر تعزية مزمور 42، فلا يقولن أحد لله صخرنا: «لماذا نسيتني؟ لماذا أذهب حزينًا من مُضايقة العدو؟». فهو لن ينسى، بل ربما نسيناه نحن، ونسينا محضره الحي في «جبل مِصعَر»؛ أي “الجبل الصغير” الذي يُشير إلى قلة العدد والضعف الشديد (ع6)، حيث نستطيع أن نرى وجهه مُضيئًا كالشمس في قوتها، وبمعونة وخلاص وجهه نحمَدَهُ في “مِصعَر”.

الجسد يقول: تعج المَيَازِيبُ حول نفسي، والغمر يُنادي الغمر عاليًا، وترتفع التيارات واللُّجج كالجبال، مُهدِّدة نفسي بلا انقطاع. ولكن الإيمان يتغنى: تجري الجداول بكل رقة، جداول الحياة والفرح والنعمة، لتُروي ظمأ نفس السائح، التي تتوق أن ترى وجهك يا رب.

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net