الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 2 إبريل 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الفهم الحقيقي
افْهَمْ مَا أَقُولُ. فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ ( 2تيموثاوس 2: 7 )
سبق الرب وقال هذا التحريض لتلاميذه: «اسمعوا مني كُلُّكم وافهموا» ( مر 7: 14 2تي 2: 7 ). إذًا أقوال الله يجب أن تُسمَع وتُفهَم. ويُحرِّضنا الروح القدس على فم الرسول بولس بالقول: «افهم ما أقول. فليُعطِكَ الربُّ فهمًا في كل شيء» ( أم 9: 10 ). والحكيم يُركز كثيرًا على الفهم، فيؤكد أن «معرفة القدوس فهمٌ» ( 2مل 4: 9 )، وهذا ما تميَّزت به الشونمية عندما فهمت وميَّزت قداسة رجل الله أليشع (2مل4: 9).

وأما عن النتائج عندما يمتلئ المؤمن بالفهم الصحيح لكلمة الله، فيقول الحكيم: «العقل يحفظُكَ، والفهم يَنصُرُك» ( أم 2: 11 )، وأيضًا: «ذو الفهم وقورُ الروح» ( أم 17: 27 )، «الحافظ الفهم يجد خيرًا» ( أم 19: 8 ). لذلك يُحرِّضنا الحكيم أيضًا: «بكل مُقتنَاكَ اقتنِ الفهم» ( أم 4: 7 ).

والمعاني الروحية لأقوال الله لا يصلُح فيها العقل مُجرَّدًا أن يكون وسيلة الفهم والإدراك، لأنه لا يمكن أن نثق في الذكاء البشري فقط، بل يجب أن نضع ثقتنا في الرب الذي يُعطينا فهمًا في كل شيء ( 2تي 2: 7 ). وبذلك يُحرِّض الرسول بولس تيموثاوس أن يضع ثقته في المصدر الوحيد للفهم؛ وهو الرب وحده، من خلال كلمته. فهو الذي يفتح الذهن ويُنير البصيرة ( لو 24: 45 ؛ مز119: 27).

والغاية من الفهم بالنسبة لتيموثاوس هي لكي يلاحظ الذين يتعبون في الخدمة، مُجاهدين بصبر وإخلاص، وغايتهم خلاص النفوس؛ وهي خدمة الحرَّاثين، الذين يذهبون إلى الأماكن الصعبة ليُنادوا بالإنجيل. وهذا أمر هام على تيموثاوس أن يفهمه ويُفكر فيه لأن «الذين يُنادون بالإنجيل، من الإنجيل يعيشون» ( 1كو 9: 14 ).

كما أن فهم كلمة الله يختلف تمامًا عن معرفتها واختزانها في العقل، دون أن يكون لها التأثير الفعَّال في الحياة العملية. ففهم الكلمة يعني التعرُّف على مغزاها، والمحبة القلبية لها، والطاعة لسلطانها، والسلوك بموجبها وفي نورها. فكلمة الله هي المرشد الأمين الذي يُغنينا عن كل مصدر بشري، حتى لو كان “حوباب”، الذي مع أنه يعرف منازل الطريق، إلا أنه لا يعرف فكر الله من نحو شعبه ( عد 10: 31 ).

وحقًا أن كل مَن يُحب كلمة الله ويشتهيها، ويُريد أن يتعلَّم منها، فإن الروح القدس يفتح ذهنه، والرب يُعطيه فهمًا في كل شيء؛ ليس في ما يتعلَّق بالشهادة المسيحية فقط، بل في جميع نواحي الحياة.

رمزي فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net