على اعتبار أن كلمة “صاحب” في القواميس والمعاجم اللغوية تعني: “لازم – رافق - مالك”، فإن عند التسمية بـ“صاحب السعادة”، فليس مَنْ هو أنسب باللقب من شخص الرب يسوع المسيح. فهو – تبارك اسمه – مَن تلازمه وتُصاحبه السعادة في كل تحركاته، وهي ترافق خطواته. فعلى سبيل المثال:
(1) عند مولده: في أولى خطواته بالجسد كانت البشارة عنه: «أُبشِّركم بفرحٍ عظيم» ( لو 2: 10 ). ومَن رأوا نجمه «فرحوا فرحًا عظيمًا جدًا» ( مت 2: 10 )، بل وكانت الترنيمة المُصاحبة لمولِده: «وبالناس المسرَّة» ( لو 2: 14 )؛ ويا لسمو الإعلان عن سرور الله بالناس على اعتبار ما أتى المُخلِّص المولود لكي يُتممه!
(2) أولى معجزاته: كانت أولى مشاهد إعلان سلطانه وخدمته هي إضفاء سعادة وفرحَة في حفل عرس قانا الجليل (يو2)، مُعلنًا برمزية الخمر أنه صاحب فيض الفرح، ومَن يملأ فراغ أجراننا بالسعادة.
(3) سِمَة حياته: كانت حياته الكريمة مصدر إشعاع للسرور. أوَ ليس له أعلن الآب شهادته عنه، عندما قال: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرت؟» ( مت 3: 17 ).
(4) عند موته: كان هناك سرورٌ يُرافقه وموضوع أمامه، حتى في مشهد الموت وظلام الجلجثة «من أجل السرور الموضوع أمامَهُ، احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي» ( عب 12: 2 )؛ سرور صُنْع مشيئة الله الذي أرسله، وتتمِّيم عمله ( مز 40: 8 ؛ يو4: 34).
(5) عند قيامته: كان أول رد فعل للتلاميذ إذ رأوه بعد القيامة: «ففرِحَ التلاميذ إذ رأوا الرب» ( يو 20: 20 ). نعم؛ إن حضوره كفيل بأن يُفَجِرّ ينابيع الفرح.
(6) في المجد في السماء: إنه الآن يُمتع خاصته «بفرحٍ لا يُنطَق به ومجيد» ( 1بط 1: 8 )، إلى أن يكتمل ملء التمتع بالفرح في بيت أبيه. نعم، «كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجدهِ أيضًا مُبتهجين» ( 1بط 4: 13 )، وفي عُرْسِه سيتم قول السماء: «لنفرح ونتهلَّل ونُعطِهِ المجد» ( رؤ 19: 7 ). إنه هو وحده – له كل المجد – مَنْ به وفيه ومنه كل السرور.