الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 إبريل 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يايرس رئيس المجمع
ابْنَتِي الصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا! ( مرقس 5: 23 )
قال الرب ليايرُس رئيس المجمع ثلاث عبارات:

(1) كلمة الإيمان: ما من شك في أن الأخبار التي سمعها يايرُس - عن موت ابنته الحبيبة - قد هزته بحزنٍ عنيف. لكن الرب يسوع طمأنه قائلاً: «لا تخف! آمن فقط» ( مر 5: 36 ). وبتعبير آخر: “لقد كان لديك قدر من الإيمان عند مجيئك إليَّ، وقد تقوَّى إيمانك عندما شاهدت ما عملته للمرأة نازفة الدم، فلا تتراجع! وَاصِل إيمانك!”.

ربما كان من السهل على يَايِرُس أن يثق في الرب حينما كانت ابنته لا تزال على قيد الحياة، بينما كان الرب لا يزال بصُحبته في الطريق إلى بيته. ولكن عندما توقف الرب ليشفي نازفة الدم، وعندما جاءه صديقه بالأخبار السيئة عن موت ابنته، كان يايرُس على وشك أن يفقد إيمانه. وكثيرًا ما يتأنى الرب، ونتساءل عن السبب، وعندئذٍ نحتاج أن نسمع “كلمة الإيمان” الخاصة هذه من الرب، والتي نحصل عليها عندما نقضي وقتًا مع كلمته المقدسة، في حضرته.

(2) كلمة الرجاء: عند وصول الرب ويايرُس إلى البيت، شاهدا وسمعا النادبات اللواتي كن يُستدعَين عند حدوث الوفاة، تبكين وتولولن. وكان وجود النادبات في البيت دليلاً على أن الصبية كانت قد ماتت بالفعل. وكانت كلمة الرجاء التي قالها الرب ليايرُس هي: «لم تَمُت الصبية لكنها نائمة» ( مر 5: 39 ). والموت بالنسبة للمؤمنين ما هو إلا رقاد، حيث يستريح الجسد حتى لحظة القيامة ( 1تس 4: 13 -18). الروح لا تنام؛ الجسد هو الذي يرقد منتظرًا مجيء الرب ثانيةً وقيامة الأبرار ( 1كو 15: 51 -58). ويمثل هذا الحق الإلهي تشجيعًا عظيمًا لكل الذين رحلَ عنهم أحباؤهم وأصدقاؤهم المؤمنون.

(3) كلمة المحبة: إن عدم الإيمان هو بمثابة استهانة بكلمة الله، لكن الإيمان هو تمسُّك بها، واختبار لقوة الله. لقد كان الرب يحسّ بمشاعر الوالدين، ويحزن لموقف النادبين المُخزي. لقد أمسكَ بيد الصبية وقال لها: «يا صبيَّة لكِ أقول: قُومي!» ( مر 5: 41 )، «فرجعت رُوحُها وقامت في الحال. فأمرَ أن تُعطى لتأكل» ( لو 8: 55 ). فلم تَعُد الصبية إلى الحياة فقط، بل شُفيت من مرضها أيضًا، حيث استطاعت أن تترك فراشها وتسير في الغرفة. وطلب الرب يسوع – الطبيب الشافي المُحب – من والديها المندهشين أن يُقدِّما لها بعض الطعام. فالمعجزات الإلهية لا تُغني إطلاقًا عن العناية البشرية المنطقية، وما لم نفعل ذلك فنحن نُجرِّب الرب.

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net