الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 إبريل 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سلامٌ لكم
جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ..: سلاَمٌ لَكُمْ! وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ ( يوحنا 20: 19 ، 20)
نحن نعلم أن كل آثامنا قد غُفرت، وأن عمل المسيح قد وفَّى مطاليب العدل الإلهي، وأن الله قد ارتضى تمامًا، لأن مَنْ كان عنا بديلاً على الصليب، مائتًا من أجل خطايانا، قد أقامه الله من الأموات. لقد اقتضَت عدالة الله أن المسيح الذي «ماتَ من أجل خطايانا»، الذي مجَّد الله في محبته وقداسته بموته عنا، يُقام من الأموات. كانت عدالة الله تُطالب بترضية كاملة عن تعدياتنا، فوقع عليه، عندما كان نائبًا عنا على الصليب، كل ما كان مستحقًا علينا. ومن أجل هذا صرخ: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟». وما أن أكمل المسيح العمل حتى أقامه الله من الأموات، وأجلسَهُ عن يمينه في السماوات، وهوذا الله يُعلِن لنا أن «السلام بيسوعَ المسيح» ( أع 10: 36 ). والآن لنجمع هذه الكلمات:

«إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» ( مت 27: 46 ). «قد أُكمِل» ( يو 19: 30 ). «سلامٌ لكم!» ( يو 20: 19 ).

عبارات ثلاث تُبسِّط أمامنا بطريقة شائقة بشارة الإنجيل. لقد تُرِك المسيح لأنه اتخذ مكاننا، إلا أن عدل الله قد استوفى، والعمل أُكمِل، لقد أتمَّه المسيح بنفسه، ومن ثم على أساس كمال ذلك العمل يقول: «سلامٌ لكم!». نعم، لقد قام ربنا من القبر، وفي شفتيهِ بشارة السلام لتلاميذه، في اكتئابهم وحزنهم. وكمُنتصر في الموقعة العظمى وقف وسطهم، مُعلِنًا ثمرة آلامه المُبرِحة؛ ثمرة عذاباته وموته.

أمواج غضب الله طمَت عليه، عجيج دينونة الله طغى عليه، وسيف عدل الله استيقظ عليه، لذلك عندما قام من القبر أعلن «السَّلام». سلامًا أساسه قوة القيامة، سلامًا مكفولاً إلى الأبد. وإذ أعلن السلام، أراهم الدليل المقدس لهذا السلام «يديهِ وجنبه» ( يو 20: 20 ). أمر تلاميذه أن ينظروا إليه. ونحن بالإيمان نرى المسيح مُقامًا من الأموات، كما نشاهد في يديه المثقوبتين ورجليهِ الدليل بأن خطايانا قد غُفرت، وأن عدل الله قد أقام بديلَنا من الأموات.

إن حُبنا للخطية وشغَفنا بها قد حال بيننا وبين الله، وبأعمالنا الشريرة صرنا له أعداء. إلا أن محبة الله لنا ونحن في خطايانا، ودم المسيح المُرَاق لأجلنا، يجذب قلوبنا بالحب إليه. وإذ قد صنع السلام بدم صليبه، صالحنا الله لنفسهِ بموت ابنه.

أمواجُ العَدْلِ طَمَت عليهِ إذ عُوقِب عن خطاياكِ
قامَ البديلُ والصُّلحُ تمَّ وبرُّ اللهِ قدْ غطاكِ

ل. م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net