الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قلب داود
أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ ( مزمور 9: 1 )
لقد كان قلب داود صبورًا ومنضبطًا، فلم ينتهز الفرص التي سنحَت أمامه، ليستعجل مصيره. إلا أنه استلم العرش، ليس فقط بطريقة الله بل أيضًا بتوقيت الله. ففي مواقف كثيرة منع رجاله الذين نصحوه بقتل ألَّد أعدائه؛ شاول الذي كان عليه روحٌ رديء. لقد منع نفسه من انتهاز فرصة وقوع شاول بين يديه مرتين (1صم24؛ 26). فكل ما أرسله الله، قَبِلَهُ داود بالشكر والحمد.

وكم كان قلب داود مُرهف الحِّس! فقد ضربه قلبه عندما قطع طرف جبَّة شاول ( 1صم 24: 4 - 5). إن أكبر فرح يناله الإنسان، يأتي من تكريس أهم شيء عنده؛ وهو القلب. عندما يكون القلب نقيًا تنفتح الأعين لترى الله أينما ظهر.

قال الرب يسوع: «طوبى للأنقياء القلب لأنهم يُعاينون الله» ( مت 5: 8 ). عندما يكون القلب نقيًا تكون الرؤية واضحة، وسوف يرى الإنسان الله. وبما أنه لا يوجد شيء أعظم من الله، فإن رؤية الله لا بد أن تكون أعظم فرح نختبره. رؤية الله هي أعظم بركة يمكن للإنسان أن يحصل عليها. غير أن عصيان شاول المُتكرِّر أعمَاه عن رؤية: الله .. الظروف .. صموئيل .. وداود. بعكس داود الذي رأى الله في الخليقة والظروف، لأنه امتلك قلبًا نقيًا وعينًا موحَّدة.

يوضح مزمور 23 رؤية داود لله في ظروف حياته المتنوعة. لأن حياة داود لم تكن مجرَّد سلسلة حوادث، إنَّما مجموعة مواعيد! فلقد كان “الراعي” مُسيطرًا على كل شيء في حياته. فحتى في تيهانه وفي ظروفه المؤلمة، ظلَّ يرى الله الذي “يرُّد نفسه ويُنعشه”. وعندما نظر للخلف رأى الله: «خيرٌ ورحمةٌ يتبعانني كل أيام حياتي». وعندما نظر للأمام، رأى الله «وأسكنُ في بيت الرب إلى مدى الأيام». وعندما نظر حوله، وحتى في وادي ظل الموت، رأى الله: «أيضًا إذا سِرت في وادي ظل الموت لا أخافُ شرًا، لأنَّك أنتَ معي».

عندما يبدأ الإنسان رؤية الله، يبدأ رؤية ما يراه الله أيضًا، ويبدأ رؤية نفسه في ضوء مجد الله. البصر الروحي يؤدي إلي بصيرة روحية. فإنه لا يرى نفسه فقط في ضوء جديد، ولكنه يرى الآخرين أيضًا في ضوء جديد. ترى العين ما يحبه القلب. فإذا أحب القلب الله وكان موَحَّد في هذا ومُخلِص، فسوف ترى العين الله.

ربِّي هَبني أنْ أراكْ كيْ أسيرَ في خُطاكْ
أنتَ ربي لا سِواكْ بُغيَتي نيلُ رِضاكْ

موريس بسالي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net