الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 26 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تُروفيمس الأفسُسي
وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضًا ( 2تيموثاوس 4: 20 )
لنا في شخصية “تُرُوفِيمُس الأَفَسُسِيّ” بعض الدروس الروحية:

1- حالتنا قبلاً: كان تروفيمس من أهل أَسِيَّا التي تعني “وَحلاً”، ومن هذا نرى حالتنا قبل افتقاد النعمة لنا “في حمأة الذنوب”. يُقال عنه في أعمال 21: 29 “الأفسسي” وهنا نجد تروفيمس واحدًا من أهل أفسس الذين كانوا عبَدَة أوثان ( أع 19: 23 -28)، وسحَرة ( أع 19: 19 )، ووحوشًا ( 1كو 15: 32 )، بل أمواتًا بالذنوب والخطايا ( أف 2: 1 ).

2- النعمة المُخلِّصة: يوضح الرسول بولس في أفسس 2 أن الله أجرى تغييرًا في المؤمنين نتيجة لثلاثة عوامل مجيدة هي: الرحمة، المحبة، النعمة، ثم تحدَّث عن نتائج عمل الله فينا: «أحيانَا مع المسيح»؛ أي منحنا ذات حياة المسيح المُقام. ثم «أقامنا»؛ أي أخرجنا خارج دائرة هذا العالم المليء بالموت والشر، وجعلنا خليقة جديدة في المسيح. أخيرًا «أجلَسَنا (معًا) في السماويات في المسيح يسوع»؛ أي أتحَدنا بالمسيح الرأس ونحن أعضاء جسده ( أف 2: 5 ، 8، 9).

3- سلوك جديد: تروفيمس يعني “مُتعلِّم بشكل جيد جدًا”، وهنا نقول: إن النعمة التي تُخلِّصنا هي نفسها التي تُعلِّمنا في مدرستها أجَلّْ الدروس، لكي نعيش بالتعقل (مع أنفسنا)، والبر (في علاقتنا بالآخرين)، والتقوى (في علاقتنا بالله). بل يصير تروفيمس أفسسيًا جديدًا في سلوكه، يسلك في الأعمال الصالحة ( أف 2: 10 )، سالكًا كما يحق للدعوة ( أف 4: 1 )، في المحبة ( أف 5: 2 )، وبالتدقيق ( أف 5: 15 )، وفي النور ( أف 5: 8 ).

4- رفيق بولس في السفر: كان تروفيمس واحدًا من السبعة الذين رافقوا بولس في سفره ( أع 20: 4 )، وبولس هنا يمثل الحق الإلهي والتعليم الصحيح؛ إنسان الله المُتمسِّك بالتعليم الصحيح. ليعيننا الرب لنكون برفقة «الذين يدعون الرب من قلبٍ نقي» ( 2تي 2: 22 ).

5- حكمة الله من وراء ظروفنا: تركَ بولس تروفيمس مريضًا في ميليتس! ( 2تي 4: 20 ). كيف لم يستخدم بولس سلطانه الرسولي في شفاء تروفيمس! وهنا ربما أدرَك بولس حكمة الله وقصده من مرض تروفيمس. فربما يسمح الرب بمرض مؤمن وقتًا، ورغم صلوات المؤمنين لأجله، يستمر يعاني في مرضه! لذلك دعونا لا ننسى أن هناك إلهًا حكيمًا، يعمل بحكمةٍ في كل ما يسمح به. فربما من وراء مرض المؤمن يقصد الرب تنقيته من شوائب كثيرة عالقة به، هذا يتضح من معني اسم “ميليتس” التي تُرِكَ فيها تروفيمس: “أنقى من الصوف”.

فؤاد حكيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net