الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 27 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليتك تباركني
لَيْتَكَ تُبَارِكُنِي، وَتُوَسِّعُ تُخُومِي، وَتَكُونُ يَدُكَ مَعِي، وَتَحْفَظُنِي مِنَ الشَّرِّ حَتَّى لاَ يُتْعِبُنِي ( 1أخبار 4: 10 )
يرى البعض أن بركة الرب تقتصر على الخيرات الزمنية الوفيرة والممتلكات الكثيرة والعائلة الكبيرة .. إلخ. لكن لم تكن هذه هي البركة التي تلهَّف عليها يعبيص ( 1أخ 4: 10 )، والتي صارَع من أجلها يعقوب ( تك 32: 26 ). أما عمَّا تعنيه البركة التي طلبها هؤلاء الأفاضل في جهادهم في الصلاة، فنقول:

أولاً: البركة في حياة يرضى عنها الرب: ما أغناها بركة وأروعها غاية «حياةٌ في رضاه!» ( مز 30: 5 ). فالحياة المباركة هي التي تجلِب السرور لقلب الرب. بالنسبة ليعقوب كانت ابتسامة رضا السَيِّد أعظم من كل العطايا التي نالها. والذي يضمن فيض السرور والشبع في حياة المؤمن هو أن يكون الرب راضٍ عنه وعن أهدافه ومساعيه، وعن بيته وأولاده «امرأتك مثل كَرمةٍ مُثمِرة في جوانب بيتك. بَنُوكَ مثلُ غروس الزيتون حول مائدتك. هكذا يُبارَك الرجل المُتقي الرب» ( مز 128: 3 ، 4).

ثانيًا: البركة في حياة مُثمرة لمجد الرب: بركة الرب في كثرة محبتنا وتعبنا للرب، وازدياد تكريسنا وإثمارنا له. «ليتك تُباركني». بالعبرية تأتي “باركني بركة”، على مِنوال ما ذُكِر عن إيليا أنه «صلى صلاة» ( يع 5: 17 ). أي أن يعبيص لم يَقُل “بارك في مالي” أو “بارك في محصولي” أو “بارك في نَسلي”، إنما اشتهى البركة الروحية التي تُغني حياة الإيمان، وتجعلها نافعة للسَيِّد، والتي فيها يُكرَم اسمه وفيها يتبارك الآخرون.

ثالثًا: البركة في حياة التلذُّذ والشبع بالرب: ربما تأمل يعبيص حال إخوته وعشيرته في جيله فوجدهم في فقر وإفلاس وهُزال روحي، وصار الضعف هو السِمَة الغالبة، وصارت أمور الله بالنسبة للأغلبية ليست إلا روتينًا جافًا اعتادوا عليه وضَجروا منه، وفقدت الحياة طعمها ودفئها، ولم يبقَ سوى الشكل بمظهره الجامد وبرودة الموت. فرفض حالة السطحية الكئيبة والعلاقة الشكلية الرتيبة، واشتهى أن يدخل في علاقة حميمة مع ذلك الإله المُحب الذي سار معه أخنوخ وتلذَّذ بحبه الغني، ذلك الصديق السماوي الذي صار إبراهيم خليلاً له من خلال علاقة حميمة وشركة عميقة بهذا الحبيب وجل مُراده ومُنية قلبه أن يتلذَّذ بالقدير ويستقي الهَنَا من ينبوع حُبه النقي.

يا رب مستودعاتك ومخازنك ملآنة بالجود والبركات، وأنا ألتمس منك البركة يا نبع البركات «فليتكَ تُباركني».

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net