الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 28 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صلاة حنة وتسبحتها
فَصَلَّتْ حَنَّةُ وَقَالَتْ: فَرِحَ قَلْبِي بِالرَّبِّ. ارْتَفَعَ قَرْنِي بِالرَّبِّ .. لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ .. ولَيْسَ صَخْرَةٌ.. ( 1صموئيل 2: 1 ، 2)
تركزت كل صلاة حَنَّة حول الرب؛ فقوَّتها كانت في الرب، ورِفعتها كانت في الرب، وكان هو الشخص الذي به صار الخلاص. لم يكن هناك أي ذِكر عمَّا فعلت هي في الصلاة، بل بالأحرى عما فعل الله كنتيجة لصلاتها. لقد أعطَت المجد لله. الله أولاً، هذا هو اللائق دائمًا في الصلاة؛ ثم ما هو للآخرين؛ وأخيرًا ما يخصنا نحن. وهذا هو ما انتهجته حَنَّة، مُدركة وجدانيًا ما هو حقٌّ؛ مجَّدَت الله الذي فعل الكثير لأجلها.

إنها واحدة من الطرق التي تدفئ قلوبنا وتُنعش عواطفنا عندما نحني رُكَبنا في الصلاة؛ ليس أن نستقل في التو سفينة طلباتنا، سواء للمعونة أو التعضيد أو الإرشاد، ولكن يجب أولاً، ولو للحظات قليلة، أن نكون مشغولين بعظمة الله نفسه. يجب أن نَدَع شيئًا يدخل نفوسنا عن عظمة هذا الشخص الذي نتكلَّم معه، فاعلين هذه الأمور في قوة الروح القدس. ولنا التحريض بأن نكون مُصَلِّين في الروح القدس (يه20)، وأؤمن أن هذا هو الطريق لنصلِّي في الروح: بالتقدُّم إلى الرب، مشغولين بقوته وبخدمته، حتى نتمكَّن من التكلُّم عن الأشياء المتوائمة مع مجده وعظمته. هذا بدوره يدفئ قلوبنا عندما نُميز عظمته ومجده وسيادته. صغار وزهيدون نحن، ورغم ذلك لنا امتياز أن نتكلَّم معه في حرية وجرأة، مُدركين في أنفسنا، إلى حدٍ ما، وعلى قدر طاقتنا، عظمته. بيد أنه مَنْ نحن حتى نتحادث معه؟!

إنها أعجوبة الخلاص الذي كفَلَه الله لنا، إذ نستطيع الآن أن نتكلَّم إلى الله كما لو كان هناك شخصٌ حاضرٌ معنا؛ صديقٌ لنا، متكلِّمٌ معنا وجهًا لوجه. هذه هي روعة الشركة الآن، حيث لم يَعُد الله إلهًا نائيًا، فهو «عن كل واحدٍ مِنَّا ليس بعيدًا» ( أع 17: 27 )، بل إلهٌ قريبٌ، يسمع لتوسُّلاتنا، مسرورٌ أن يضمنا معه في حضرته، فَرِحٌ أن يستمع إلينا. وأنا موقن أنه يتسامى مُمجَّدا حينما يسمعنا مُناجين: “ما أعظمه! ما أعجبه! ” وخاصةً عندما نفعل هذا ونحن مُعضدَّون بقوة الروح القدس التي لا حدود لها. ونظرًا لانحصار رغباتنا في أُفق ضيق بالمقارنة مع عظمة أعمال يديه، ففي الغالب جدًا أن الأشياء التي تلوح - في مجال رؤيتنا - غاية في الكِبَر، تضحى في الواقع مُتناهية في الصِغَر عندما نُحضِرها إلى الله.

يا لَسعدي بالحبيبِ مَن فداني بالصليبِ
قِسمتي كأسي نصيبي وحياتي فيه تصفو بلْ تَطيبْ

فرانك والس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net