الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح بين الخيانة والولاء
يُوسُفَ .. جَاءَ .. وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ .. فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ ( يوحنا 19: 38 - 40)
في الأيام الأخيرة للمسيح على الأرض تعرَّض لموقفين في أشد التباين والاختلاف، من رجالٍ قريبين منه. وبالتأكيد كان لهذه الأفعال تأثيرها العميق على سيدنا الكريم.

أولاً: موقف الغدر والخيانة: عجبًا أن تأتي الخيانة من التلميذ والصاحب، الذي عاش مع المسيح، وعايَن المُعلِّم طوال سنوات الخدمة، الذي رأى أعماله وسمع أقواله! لم تكن خيانة يهوذا الإسخريوطي مُجرَّد كلمات صعبة تفوَّه بها، أو حتى إهانات بعبارات قاسية قالها، لكنها كانت أبشع من ذلك بكثير؛ إذ سلَّمَ السَيِّد، وباع المسيح بثمنٍ بَخس، بثلاثين من الفضة. فيا للرداءة!! هذا الثمن الذي لا يزيد عن كونه تعويضًا عن عبدٍ مات بنطحةِ ثور ( خر 21: 32 ).

ثانيًا: موقف التقدير والولاء: على النقيض من الموقف الرديء السابق، يبرز في موقفٍ مُشَرِفْ رجلان محبوبان هما يوسف الرامي ونيقوديموس، حيث أكرما جسد يسوع الميت كل الإكرام، فنقرأ عمَّا فعلاه: «ثم إن يوسف الذي من الرامة، وهو تلميذُ يسوع، ولكن خُفيةً لسبب الخوف من اليهود، سأل بيلاطس أن يأخذ جسدَ يسوع، فأذِنَ بيلاطس. فجاءَ وأخذ جسد يسوع. وجاء أيضًا نيقوديموس، الذي أتى أولاً إلى يسوع ليلاً، وهو حاملٌ مزيجَ مُرّ وعودٍ نحو مئة منًا. فأخذا جسد يسوع، ولفَّاه بأكفانٍ مع الأطياب، كما لليهود عادةً أن يُكفِّنوا» ( يو 19: 38 -40). فيا للإكرام!!

لعلك تتذكَّر عزيزي القارئ ما فعلته مريم أخت لعازر، قبل صلب المسيح بأيامٍ قليلة؛ حيث أتت بمنًا من ناردين خالص كثير الثمن، قُدِّرت قيمته بأكثر من ثلثمئة دينار ( مر 14: 3 - 8)، لكن الرَجُلين المباركين استخدما كمية من الأطياب تُعادل 100 ضعف ما استخدمته مريم، وبلغة الأرقام، تُرى كم يصل سعر هذه الأطياب؟

بينما رأى الخائن - في خِسةٍ وضِعَة - أن المسيح لا يستحق أن يُدْفَع فيه أكثر من ثلاثين من الفضة، فإن الأحباء الأوفياء اعتبروا 30 ألف دينار شيئًا بسيطًا وهيِّنًا لإكرام الحبيب، الغالي والكريم.

عزيزي إلى أي فريق تنحاز، وفي أي جانب تقف؟ هل لا زلت تضحي بالمسيح نظير خطية رديئة، ومُتعة وقتية؟ أم أنك تعتبره الأغلى والأحَّب؟ هل لذَّتك في إكرامه، وسعادتك في إسعاده؟ هل تعتبره وتُقدِّره، أم تُهينه وتحتقره؟

بِمَ أُكافي مُنقذي مِن سُلْطَةِ الخطيةِ
إلاّ بتكريسي لَهُ نفسي وكلَّ قوَّتي

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net