الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
راعوث وبوعز، وشركة أعمق
فَدَخَلَتْ سِرًّا وَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ رِجْلَيْهِ وَاضْطَجَعَتْ ( راعوث 3: 7 )
سفر رَاعُوث يُعلِّمنا أن الحياة المسيحية سلبية وإيجابية في الوقت نفسه. سلبية في إقرارنا بأن قدرة الله وهبَت لنا كل ما هو للحياة والتقوى ( 2بط 1: 3 )، لذا نثق به وننتظر بصبر إرشاده، مع اعترافنا الكامل باتكالنا عليه ( أم 3: 5 ، 6)، لكنها أيضًا إيجابية في ضرورة التقدُّم للأمام بقوة الرب، باذلين كل اجتهاد لإضافة كل ما يساعد على أن تكون حياتنا مُثمرة في معرفة ربنا يسوع المسيح ( 2بط 1: 5 - 8).

وجدت رَاعُوث ملاذًا تحت جناحي إله إسرائيل، وأقرّ بُوعَز بذلك وعامَلها على هذا الأساس ( را 2: 12 ). شهادتها اللامعة تضمَّنت: اجتهادها (ع2، 3، 17)، ومشاركتها لحماتها فيما حصلت عليه (ع 18، 19)، وسعيها لمعرفة المزيد عن بُوعَز (ع20)، والطاعة بدون أي تردُّد (ع21-23).

كان الله يخطط لزواج رَاعوث من بوعَز، وبينما تسير الأحداث في هذا الاتجاه نبدأ في إدراك نوع التقارب الذي يفكر فيه الله نحو شعبه. فهو لا يريد مُجرَّد مُلتقطين في حقوله، بل يُريد عروسًا ليَغدِق عليها محبته ( أف 5: 25 -27). يرغب أن ينزع عنا شعورنا بعدم الأمان حتى نجد راحتنا فيه ( مت 11: 28 -30). لا يريد أن تتركز قلوبنا على عطاياه فقط، بل عليه هو ( في 3: 8 ). حقًا الرب لديه أكثر جدًا مما اعتقدنا عندما اتكَّلنا عليه لأول مرة. يريدنا أن نتمتع بشركة عميقة وخاصة معه. لكن هذه العلاقة تكون دائمًا مُكلِّفة.

علمت راعوث من نُعمي أن بوعَز “ذو قرابة” لهما؛ أي مَن له حق فك أملاك أليمالك، ومسؤولية زواج أرملة وتربية أبناء القريب الراحل. لذا ذهبت رَاعُوث - كما أوصتها نُعمي - إلى البيدر لتكشف عن نفسها كمَن تحتاج الفداء من الجانبين، لكنها لم تتقرَّب إلى بُوعَز عرضًا أو بلا اهتمام، بل اغتسلت وتدهنت ولبست أحسن ما عندها. وهكذا نحن يجب أن نتقدَّم إلى الرب «بقلبٍ صادق في يقين الإيمان» ( عب 10: 22 )، ونُنقي ونُزكي طرقنا بحفظنا لكلمته ( مز 119: 9 -11). ولأننا مملوؤون بالروح القدس، علينا أن ننشر رائحته الزكية ( 1كو 16: 19 ، 20).

عندما جاءت راعوث إلى طرف العَرَمَةِ اضطجعت عند رجلي بُوعز. هناك امرأة تقية اسمها مريم، جاءت بعد راعوث بعدَّة قرون، وجلست عند قدمي الرب يسوع لتسمع كلامه ( لو 10: 39 ). وهذا هو مكاننا: عند قدمي الرب لسماع كلامه، كما سمعت رَاعُوث كلمات بُوعَز المُعزية والمُشجعة.

جرانت ستايدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net