الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 14 أغسطس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإنسان الثاني: الطاعة والجهاد
اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ ( متى 4: 10 )
نزل الروح القدس على الإنسان يسوع المسيح. وبالروح أُقتيد إلى البرية ليُجرَّب لأجلنا من إبليس، وبقوة تلك المسحة خرج من ميدان التجربة ظافرًا. وأقول: إنه جُرِّبَ لأجلنا، لأنه لو كان يسوع المسيح قد دحرَ الشيطان بقوة لاهوته كالله الابن، لَمَا كانت هناك تجربة على الإطلاق، وبالتالي ما كان هناك مثال لنا في تجربته وفي نُصرته لكي نحتذيه أو نتشجَّع به. لكن الرب يسوع دحرَ الشيطان على مبدأ الطاعة كإنسان، راسمًا أمامنا واجبنا اليومي على طريق المُجاهدة والنصرة. لقد انتصر الإنسان يسوع المسيح على العدو وهو على مبدأ الطاعة الواعية، مستخدمًا في ذلك كلمة الله، مواجهًا الخصم باسمه: “يا شيطان”، في اللحظة التي فيها تجرأ الشيطان على الاستعلاء المكشوف. لأن إبليس استعمل الخداع في التجربتين الأولى والثانية، أما في الثالثة فقد جاء سافرًا بدون حياء، فكشفه الرب يسوع بقوله: “يا شيطان”. ونحن ينبغي لنا أن نعرف هذا الطريق، طريق الطاعة الواعية المسرورة بأن تنفِّذ مشيئة الله. وهذا هو طريق الجهاد المسيحي الصحيح. وحيث تكون الطاعة فهناك الجهاد، وحيث لا تكون طاعة فليس هناك جهاد. ولقد حاول الشيطان أن يفصل الطاعة عن الجهاد في يسوع المسيح لمَّا قال له: «إن كنت ابن الله»؛ أي إن كان لك سلطان أن تفعل ما تريد، فاستخدم سلطانك وتخلَّ عن مبدأ الطاعة، وقُل للحجارة أن تصير خبزًا؛ أي افعل بإرادتك وسلطانك شيئًا يقتضيه ظرفك الذي أنت فيه. لكن جواب الرب يسوع كان معناه: إني على طريق الطاعة، إني مجتهد خادمٌ، وليس لي ما أمارس فيه سلطاني، وليس هناك مجال لأن أُملي إرادتي لأنه «مكتوبٌ: ليس بالخبز وحدَهُ يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله» ( مت 4: 4 )، وسوف أظل على طريق الطاعة، وفي كامل الاتكال على الله غير مستقل عنه. هنا القوة، وقد استُخدمت استخدامًا فعَّالاً على طريق الطاعة.

مسكين آدم الذي لم يكن أمامه سوى عمل واحد من أعمال الإرادة إن هو فعله يسقط، وقد فعله وسقط. أما ذاك الذي كان في قدرته أن يفعل كل شيء، وفي سلطانه أن يتصرَّف على مستوى قدرته، فثبت على الطاعة ولم يفعل واحدة فيها خروج على مبدأه، بل إنه استعمل قدرته ليؤدي بها خدمته كاملة، ويُبرهن بها على خضوعه الكامل. نعم، مباركة هي طرق الرب في وسط تشويشات المعصية ونتائج عدم طاعة الإنسان، وفي وسط آلام وأحزان تجرَّب بها في كل شيء ما خلا الخطية.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net