الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 16 أغسطس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الانتظار الثلاثي
مُنْتَظِرينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ الله الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ( تيطس 2: 13 )
يُعلِّمنا الكتاب المقدس أن المؤمن ينتظر في هذه الحياة ثلاثة أشياء رائعة:

أولاً: الرجاء المبارك: وهو رجاء مجيء المسيح لكي يأخذ قديسيه إلى السماء، إتمامًا لوعده الكريم لتلاميذه: «في بيت أبي منازل كثيرة .. أنا أمضي لأُعِد لكم مكانًا، وإن مضيت وأعدَدت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا». ولقد سُميَ هذا الرجاء بالرجاء المبارك لأنه من شأنه أن يملأ نفس المؤمن بالفرح المقدس، كقول الرسول: «فرحين في الرجاء».

ثانيًا: والمؤمن أيضًا عليه أن ينتظر ظهور مجد الله العظيم. لقد أخبرنا الرسول أن نعمة الله قد ظهرت، ولكنه أكد أيضًا أننا ننتظر ظهور مجد الله ( تي 2: 11 ، 13). لقد ظهرت النعمة عندما جاء المسيح في الجسد، حيث إن «الكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا.. مملوءًا نعمةً وحقًا». ولكن عن قريب سيظهر مجد الله. وينبغي أن نُمَيِّز بين ظهور المجد، وهو ما نسميه “الظهور”، والاختطاف الذي هو “الرجاء المبارك”. فالاختطاف هو مجيء الرب السري ليأخذ قديسيه إلى بيت الآب قبل انصباب ويلات الغضب على الأرض، بينما الظهور هو مجيء الرب العلَني ومعه جميع قديسيه، ليصنع دينونة على الأشرار، ويؤسس ملكوته السعيد على الكون بأسره.

ثالثًا: ويوضح الرسول بطرس أنه علينا أيضًا أن نكون «طالبين ومُنتظرين سرعة مجيء يوم الله (هذه هي القراءة الصحيحة)». ويوضح الرسول أنه في هذا اليوم ستزول السماوات بضجيج، والعناصر محترقة تذوب، ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضًا جديدة يسكن فيها البر ( 2بط 3: 12 ، 13).

في الاختطاف سوف نرى أخيرًا حبيبنا الذي ارتبطت قلوبنا به دون أن نراه، وسوف نلقي عصا الترحال، ونوجد مع مَن نحب إلى أبد الآبدين. وفي الظهور فإن حبيبنا الذي أُهين في هذا العالم ستُرَّد له كل اعتبارات مجده، ويأخذ المُلكْ الذي له على الجميع، وتراه الأرض في عرشهِ الرفيع، كما أن العالم سيرانا معه في المجدِ والمُلكِ، بعد انقضا الغربةِ والآلام والضنكِ. وأما في يوم الله فسوف تزول كل نتائج الخطية إلى الأبد، ونصل إلى راحة الله، وتتم كلمات ترنيمتنا الجميلة:

إثرُ الخطايا ينمحي والشرُ سيَغيبْ
وفي النهارِ الأبدي أُساكِنُ الحبيبْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net