الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 17 أغسطس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَعِدُّوا طريق الرب
أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. كُلُّ وَادٍ يَمْتَلِئُ، ..وَتَصِيرُ الْمُعْوَجَّاتُ مُسْتَقِيمَةً ( لوقا 3: 4 ، 5)
جاء يوحنا المعمدان إلى الكورة المحيطة بنهر الأردن، وهناك دعا الشعب إلى التوبة عن خطاياهم لكي يحصلوا على الغفران، وهكذا يُصبحون مؤهَّلين لمجيء المسيّا. كذلك دعا الناس إلى المعمودية كعلامة خارجية تُشير إلى حقيقة توبتهم. لقد كان يوحنا نبيًا حقًا، وله ضميرًا حيًّا يُناهض الخطية، ويدعو إلى التجديد الروحي. وكان هذا تتميمًا للنبوة الواردة في إشعياء 40: 3- 5 فقد كان يوحنا «صوتُ صارخٍ في البرية». فروحيًّا كان الشعب يومذاك برية، إذ كان جافًا وعقيمًا لا يُنتج ثمرًا لله. ولكي يكون الشعب مُهيَّئين لمجيء الرب، كان عليهم أن يتغيَّروا تغييرًا أدبيًا أخلاقيًّا. فعندما كان الملك يقوم بزيارة الشعب في تلك الأيام، كانت الطرق تُعبَّد لتُسهِّل تنقلات الملك قدر المستطاع. وهذا ما نادى به يوحنا للشعب، ولكن ليس تعبيد الطرق بالمعنى الحرفي، بل تحضير القلوب لقبول الرب. ولقد شملت تحضيرات مجيء المسيح الأمور التالية: «كل وادٍ يمتلئ». التائبون الحقيقيون والمتَّضعون يخلُصون ويمتلئون.

«وكل جبل وأكَمَةٍ ينخفض». المُتعالون والمُتكبِّرون، أمثال الكَتَبة والفريسيين، يوضَعون.

«وتصيرُ المُعوجَّات مستقيمة». الملتوون والخدَّاعون، أمثال العشَّارين، يُقوَّم خُلُقهم.

«وتصير .. الشعَاب (الطرق الوعرة) طُرقًا سهلة». الجنود وغيرهم من ذوي الأخلاق الفظَّة، يُروَّضون ويُصقَلون.

والنتيجة النهائية هي أن «كل بشَر» - يهوديًا كان أم أُمميًّا - «يُبصِرُ خلاصَ الله». ففي مجيء المسيح الأول قُدِّم الخلاص للجميع، مع أن ليس الجميع قَبِلوه، ولكن عندما يأتي المسيح ثانيةً، يتم مضمون هذا العدد كاملاً. في ذلك الوقت يَخلُص جميع إسرائيل، والأُمم أيضًا يُشاركون في بركات ملكوته المجيد.

ولو كانوا حقًّا يُريدون أن يتعامل الله معهم، لكان عليهم أن يكشفوا النقاب عن توبة حقيقية بإظهار حياة جديدة، لأن التوبة الحقيقية تُنتج ثمرًا. وهكذا ينبغي ألاَّ يفتكروا في كون تَحدُّرهم من نسل إبراهيم كافيًا وافيًا، إذ إن علائق الإنسان بالأتقياء لا تجعله تقيًّا. فالله لا يُقيِّد نفسه بنسل إبراهيم لتتميم مقاصده، بل يستطيع أن يتناول الحجارة التي على ضفاف نهر الأردن ويُقيم منها أولادًا لإبراهيم.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net