الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 أغسطس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عَمِلَت ما عندها
اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا! ... عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا ( مرقس 14: 6 ، 8)
هو امتياز لنا أن وقعت قرعتنا في يوم شرير، لأنه فرصة لإعلان تقديرنا القلبي لشخص ربنا يسوع. ففي يوم كالذي نعيش فيه، كم تكون الفرصة كريمة وعظيمة أن نخدمه له المجد، ذاك مَن استطاعت نعمته أن تربح قلوبنا لشخصه الكريم! فإن الرب يسوع جدير بكل كرامة ومجد، ومع هذا فإنه امتُهِن ورُفض ورُذِل لمَّا كان على الأرض. ومن أسف أنه لا يزال مرفوضًا، وقلَّما يكون محور تفكير الإنسان. وخليقٌ بنا أن يكون لهذا الوضع تأثير على قلوبنا ليجتذب عواطفنا نحو سيدنا الحبيب!

في إنجيل مرقس 14 نتبيَّن في وضوح عداء قلوب الناس، ورفضهم لذاك الذي أتى إليهم بالنعمة. فهوذا رؤساء الكهنة والكتَبة يحاولون أن يستدرجوه، بالمكر والخديعة، ليحكموا عليه بالموت. حتى تلاميذه أنفسهم لم يكن فيهم التوافق والمشاركة العاطفية مع الرب، لم تكن لهم شفافية الإدراك الروحي لموته. وإزاء قوة العدو وسلطانه الغامر يومئذٍ ماذا عساها تفعل امرأة ضعيفة؟ لم تكن لها في إمكانياتها الذاتية، ما تُعين به الرب، ولكن ما أن أخذ الخطر يدنو، وقد كشَّر عداء الناس عن أنيابه بصورة ملحوظة، حتى برز حبها الدفين. فتقدَّمت وبيدها قارورة الطيب الثمين، وسكبت ثروتها على رأس سيدنا وعلى قدميهِ.

وإننا لنتساءل في وقار: تُرى ماذا كانت قيمة هذا العمل لدى قلب المخلِّص؟ إنه وحده له المجد هو الذي عرف أبعاد ذلك العمل العظيم، حتى تلاميذه لم يقدروا أن يشاركوه أفكاره ومشاعره. بيد أن هذه المرأة استطاعت أن تكشف عن مدى التقدير الذي لقيته من شخص الرب يسوع الذي ربح قلبها، أ فتراه قدَّر عملها؟ نعم، وهذه كلمته العظيمة تبارك اسمه: «عَمِلت ما عندها». لا ريب أن في كلمات سيدنا هذه تلميحًا لضعفها بالقياس إلى قوة الشر التي كانت تحيط بها. غير أنها برغم ذلك «عَمِلت ما عندها». وقد شاء الرب أن يسجِّل ما عملته في سجل خالد أبدي.

فإذا كنا نسعى لخدمة الرب بأمانة في يومنا الشرير هذا، ونُقدِّم لسَيِّدنا الحبيب أنبل ما في قلوبنا من عاطفة، فإن سيدنا لا بد أن يُقدِّر ما نُبدي تقديرًا أسمى بالقياس إلى اليوم الشرير الذي نعيش فيه. وعندما يجيء سيدنا ليأخذنا إليه، إذا قال لنا بفمهِ الكريم: إننا “عملنا ما عندنا“، أ فلا يكون هذا القول أعظم شرف يشاء أن يخلعه علينا في نعمته؟

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net