الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 7 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وسيطٌ واحدٌ من الفٍ
إِنْ وُجِدَ عِنْدَهُ مُرْسَلٌ، وَسِيطٌ وَاحِدٌ مِنْ أَلْفٍ لِيُعْلِنَ لِلإِنْسَانِ اسْتِقَامَتَهُ، يَتَرَأَّفُ عَلَيْهِ ( أيوب 33: 23 ، 24)
«واحدٌ من ألفٍ»! هذا التعبير في العبري يُقصَد به شخص لا مثيل له ولا يُدانيه أحد، وهو ما كانه “أَليهو” بالنسبة لأيوب. ولكننا لا نجد إتمام واكتمال صفاته إلا في شخص الرب يسوع المسيح؛ ذاك المجيد الفريد الذي هو موضوع الكتاب المقدس كله. فهو الوسيط الوحيد الفريد الذي يمكن أن يقف في الثغرة بين الله والناس ( 1تي 2: 5 ).

إن هذا الوسيط الفريد «يُعلِن للإنسان استقامتَهُ»، أي ما يليق به، أو ما هو مستقيم ليسلكه. وماذا يليق بالإنسان إلا الحكم على الذات؟ إن الإنسان ساقط، خاطئ؛ قد يكون الإنسان مؤمنًا، ومع ذلك فهو إنسان فيه الجسد، وذلك الجسد قد يكون عاملاً بقوة كما كان في أيوب والآخرين. وحقًا إنه لا يوجد سوى واحد من ألف يستطيع أن يُعلِن للإنسان ما هي حقيقة استقامته. فإن وُجِدَ واحد يُخبره بالحقيقة من جهة هذا الأمر، فإنه يوجد 999 يُخبرونه أن استقامته تقوم باجتهاده في العيشة الصالحة، ومساعيه في تحسين ذاته، وما أشبه. ولكن عندما يظهر على المسرح ذلك “المُرْسَل” الأمين “الوسيط” الوحيد الحقيقي، الواحد من ألف، حينئذٍ يتغيَّر المشهد، إذ يُخبرنا أن استقامة الإنسان تقوم في الاعتراف بأنه خاطئ.

ونحن لنا في المسيح، الذي ليس مُجرَّد وَسِيطٌ «واحدٌ من ألف»، بل الوسيط الأوحد الفريد، الذي هو فوق الجميع؛ فوق موسى وإيليا وغيرهما «يسوع وحدَهُ»؛ الله متنازلاً لمساعدتنا. ويا لها من نعمة تفيض بالإحسان!

إن درس النعمة الأول هو درس الحكم على الذات. لأنه يجب أن يأتي الإنسان إلى الله وله الأفكار الصحيحة عن نفسه، وشاعرًا بحاجته وافتقاره إلى الله كغناه الحقيقي، مهما كان غناه حسب الجسد. إن الأساس المستقيم الوحيد الذي يجب أن يقف عليه الإنسان الخاطئ أمام الله هو أساس الاعتراف بخرابه التام، وأنه ليس شيئًا، ولا يملك شيئًا، ولا يستحق شيئًا. وتتلخص حالة الإنسان وأخلاقه في قوله: “أنا مذنب” و“أخطأت”. فالقول الأول يُبيِّن شخصيته، والثاني يُبيِّن أعماله. وهذان القولان هما عنوان النفس المستقيمة، بعكس حالة الإنسان الطبيعي الذي يقول عنه النبي: «هوذا منتفخة غير مستقيمة نفسه فيهِ. والبار بإيمانهِ يحيا» ( حب 2: 4 ). فإذا لم أقرّ من أعماق قلبي أني هالك، فلستُ مستقيمًا. إن كنت أتصوَّر أنه يوجد في طبيعتي أو في أعمالي ما يشفع لي عند الله، فأنا لم أسمع بعد صوت المُرسَلُ الوَسِيطُ الوَاحِد مِنْ أَلفٍ.

كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net