الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دانيال مُصليًا
دَانِيآلُ ... ذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ، وَكُواهُ مَفْتُوحَةٌ .. وَصَلَّى وَحَمَدَ .. كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذلِكَ ( دانيال 6: 10 )
كان دور دانيال ببساطة أن يطيع الله، ويترك له النتائج. ولذلك، فإنه «لمَّا علِمَ بإمضاء الكتابة» ذهب إلى مخدعه، وكعادته صلى تجاه أورشليم ثلاث مرات في اليوم، ونوافذ بيته مفتوحة. ولم يكن في ما فعله أية مُباهاة؛ فقد فعل ببساطة «كما كان يفعل قبل ذلك». فإذا أغلق نوافذه فجأةً وصلى في الخفاء، بعد أن كان معتادًا على الصلاة بهذه الطريقة العلَنية، كان سيُفهَم من كل البابليين على أنه جَبُنَ أو تحايَل على المرسوم. ففي وسط مدينة فاجرة، حمَل دانيال شهادة علَنية لله الحي الحقيقي. فلم يكن تلميذًا في خفية؛ وقد كانت إطاعة المرسوم تتضمن تعديًا على الوصية الأولى.

وفي إيمان بالله، تصرَّف دانيال وفقًا لكلمة الله. لقد رفض أن يساوم، فإن العقل الجسدي الشهواني يقترح: لماذا لا أغلق النافذة وأُصلي في السر؟ ولكن دانيال رفض مثل هذه المُساومات، وصلى «وكواه مفتوحة». ولكن إذ كان عليه أن يصلي أمام نافذة مفتوحة، فلماذا يختار غرفة أمامية مواجهة للشارع؟! وبدون تردُّد صلى «في عُلِّيتِهِ نحوَ أُورشليم». ولكن إذ كان عليه أن يصلي أمام نافذة مفتوحة باتجاه أورشليم، فلماذا يجب أن يجثو على ركبتيهِ؛ أمَا كان يمكن أن يتصرف بطريقة مختلفة لا تلفت الانتباه إلى أنه كان يصلي؟ كلا، فدانيال لن يقلع عن التصرف السليم تجاه الله «فجثا على رُكبتيهِ». وإذا كان عليه أن يصلي ونافذته مفتوحة في اتجاه أورشليم جاثيًا على ركبتيه، فلماذا كان عليه أن يقوم بهذا ثلاث مرات في اليوم؟! بالتأكيد كان من الممكن أن يصلي في الصباح الباكر قبل أن يخرج أحد؛ أو متأخرًا في المساء عندما يكون كل واحد قد عاد إلى بيته. حقًا، أ لم يكن باستطاعته أن يقلع عن الصلاة في منتصف اليوم لمدة الثلاثين يومًا، ويكتفي بالصلاة أثناء الليل؟! فالله يستطيع أن يرى ويسمع في الظلام!! مثل هذه الاقتراحات لم تؤثر على دانيال. فقد كان يصلي ثلاث مرات في اليوم، وبالرغم من أنه كان في السبي، ومُحاطًا بهؤلاء الذين كانوا يتربَّصون لحياته، فإنه وجد الظروف مناسبةً لكي يحمد الله، إلى جانب صلاته. علاوة على ذلك، فقد كان يصلي ويحمد «قدَّام إلهه». وربما يراه البشر يصلي، ولكنه كان يصلي « قدَّام إلهه» وليس قدام الناس. لم يكن هذا بالأمر الجديد على دانيال، فلم يكن الأمر جديدًا بدأه بدافع غيرة دينية لإلهه، أو في تضاد عدائي لمرسوم الملك؛ لقد كان استمرارًا لعادته «كما كان يفعل قبل ذلك».

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net