الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 31 يناير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القيامة ومباهجها
«أمامك شبع سرور. في يمينك نِعَمٌ إلى الأبد» ( مزمور 16: 11 )
«أمامك شبع سرور». ما أصدَقه قولاً ينطبق تمامًا على ابن محبة الآب، وقد ثبَّت وجهه نحو المجد الذي كان له عند الآب، قبل كون العالم. إنه يقول: ”أمامك“ (أو في ترجمة أدق: حضورك). نعم ”محضرك شبع سرور!“. ثم ”يمينك“، وهو مكان الموافقة والقبول، والاستحسان والإعزاز ”نِعَمٌ إلى الأبد“.

من جهتنا نحن، فقد صارت مباهج السماء أننا ”سنكون كل حين مع الرب“، إذ يقول سيدنا: «حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا». إن معرفة الآب ويسوع المسيح الذي أرسله هي المُميز للحياة الأبدية التي لنا الآن، إذ يقول: «وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته»  ( يو 17: 3 ). إذًا فالحياة في ملئها وفي معناها هي هذه المعرفة، وموطنها الجدير بها هو ”بيت الآب“. يقول الرب يسوع لتلاميذه: «في بيت أبي منازل كثيرة – وإلا فإني كنت قد قُلت لكم – أنا أمضي لأُعِدَّ لكم مكانًا». فلو لم يكن هناك مُتسع في الأبدية للتمتع بهذه العلاقة الوثيقة مع شخصه العزيز الكريم، لكان من حق التلاميذ أن يُبصِّرهم بالحقيقة والواقع. وهكذا بالنسبة لنا، فإن كل جرعة من كؤوس الشركة، كل لحظة من لحظات الاستمتاع بها، إنما هي عربون كمال التمتع بها في المستقبل، في الغبطة القادمة. وتبارك اسم سيدنا، فإن المجد الذي دخله لم يكن ليُغَيِّر قلبه من نحونا. لقد ترك هذا المجد مرة لأجلنا، والذي نزل هو الذي صعد أيضًا، والذي وُضِعَ قليلاً عن الملائكة من أجل ألم الموت، هو الذي نراه مُكلَّلاً بالمجد والكرامة. وفي المجد سنراه وعلامات الاتضاع بادية عليه. نعم، سنراه في تنازله الوديع الرقيق، كما في أيام جسده. صحيح ”سنراه كما هو“، ولكننا سنكتشف أنه ”كما كان“، أقرب إلينا أكثر مما اختبرناه وعرفناه.

«في يمينك نعم إلى الأبد»: هذا هو مقر الاستحسان والرضى، فمهما تكن المكافآت الخاصة التي يستحقها كل قديس على أمانته الشخصية، فهناك استحسان مُشترك نتمتع به جميعًا. هناك سيكون أولاد الله على السواء مُمجَّدين. وقلب الآب وبيت الآب سيكونان ملكًا للجميع. كوننا أعضاء المسيح وعروسه الوارثين معه، هذا هو نصيبنا المشترك. إننا جيمعًا صرنا ملوكًا وكهنة. ملوكًا نُعلن مجد سيدنا، وكهنة لمجد الله أبينا.

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net