الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 1 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعم، يا سيد!
«نعم، يا سيد! والكلاب أيضًا تأكل من الفـتـات الذي يسقط من مائدة أربابها!» ( متى 15: 27 )
في حديث المرأة الكنعانية مع الرب يسوع، خاطبَته قائلة: «يا سيد، يا ابن داود!»، مُعطيةً إيَّاه اللقب الذي استخدمه اليهود في حديثهم عن المسيَّا. ومع أن الرب يسوع كان ابن داود حسب الجسد، فإن الأُممي لم يكن له حـق الاقتراب منه على هذا الأساس. ولذلك لم يُجبها الرب في بادئ الأمر.

«فتقدَّم تلاميذه وطلبوا إليهِ قائلين: اصرفها، لأنها تصيح وراءنا!». كانت بالنسبة لهم مصدر إزعاج. أما بالنسبة إليه، فقد كانت مثلاً حيًّا للإيمان، وإناءً تتألق فيه نعمة المسيح. لكن كان عليه أولاً أن يختبر إيمانها ويُصحّحَـهُ. ولذلك ذكَّرها الرب بأنه أُرسِل إلى خراف بيت إسرائيل الضَّالة، وليس إلى الأُمم، وبالتأكيد ليس إلى الكنعانيين. وإذ تركت لقب ”ابن داود“ جانبًا، «أتَت وسجدت له قائلةً: يا سيد، أَعنِّي!». فعندما لم تستطع أن تأتي إليه كيهودية آتية إلى مسيَّاها، أتَت إليه كمخلوقة تتوجَّـه إلى خالقها.

ولكي يمتحن إيمان المرأة، قال لها: «ليس حسنًا أن يؤخَذ خبز البنين ويُطرَح للكلاب». وإن كان هذا يبدو مزعجًا ومؤلمًا بالنسبة لنا، فعلينا أن نتذكَّـر أنه كان مثل مشرط الجرَّاح الذي لم يكن يقصد منه الأذى بل الشفاء. فقد كانت المرأة أُمميَّة، وكان اليهود ينظرون إلى الأُمم كالكلاب التي تطوف الشوارع من أجل فضلات الطعام. ومع ذلك فإن الرب يسوع استعمل كلمةً تُعبِّر عن كلاب صغيرة أليفة. وكان السؤال: هل كانت تعترف بعدم استحقاقها لنوال أبسط مراحمه؟

كان جوابها عظيمًا، فلقد وافقت على وصفه لها تمامًا. وإذ أخذت مكان الأُمميَّة غير المستحقة، ألقَت بنفسها على رحمته ومحبته ونعمته. وكأنها قالت له: ”أنت على حق، فأنا واحدة من تلك الكلاب الصغيرة تحت المائدة. ولكني أُلاحظ أن الفُتات يسقط أحيانًا من على المائدة إلى الأرض. أ فلا تسمح لي بأن آخذ من هذا الفُتات المتساقط. أنا لست مستحقّة أن تشفي ابنتي، ولكني أطلب إليك أن تفعل ذلك لواحدة من خلائقك غير المستحقين“.

ولقد مدحها الرب يسوع من أجل إيمانها العظيم. وبينما لا نجد عند الأولاد جوعًا للخبز لعدم إيمانهم، نرى هنا امرأة معترفة بأنها من الكلاب تصرخ طالبةً إيَّاه. ولقد كافأ الرب إيمانها، فشُفيت ابنتها في الحال.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net