الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 8 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ابتداء القضاء
«الوقت لابتداء القضاء من بيت الله ... فما هي نهاية الذين لا يُطيعون إنجيل الله؟» ( 1بطرس 4: 17 )
علينا أن نحرص تمامًا ألَّا يكون تألُّمنا بسبب فعلنا للشر، بل كمسيحيين؛ بسبب اتباعنا للمسيح. عندئذٍ لا نخجل، بل إن المؤمن «يُمجِّد الله من هذا القبيل (أو بهذا الاسم)» ( 1بط 4: 16 ). وفي هذه الآية نجد روح الله يوافق على، ويكرس، تسمية المؤمنين بالمسيحيين. وقد «دُعيَ التلاميذ مَسيحيين في أنطاكية أولاً» ( أع 11: 26 ). ثم شاعَـت هذه التسمية فيما بعد ( أع 26: 28 )، وهنا يعتمدها روح الله، ولذلك، نقبلها نحن أيضًا، وكمسيحيين نمجِّد الله، كما مجَّده المسيح نفسه.

ومع أن تألُّم المؤمن مصدره العالم، فإن الله يستخدمه لتنفيذ قضائه «لأنه الوقت لابتداء القضاء من بيت الله»، بمعنى أنه حاكم بصفة خاصة على الذين هم له. طبعًا هو الحاكم الأعلى على الجميع، والكل لا بد أن يقف أمامه كالديَّان، ولكنه يبدأ في الوقت الحاضر مع الذين لهم علاقة بالله، الذين يُسميهم «بَيْت الله» (أي عائلته). وعندما يَعمّ الفشل، وتغزو الخطية التخوم المقدَّسة لبيت الله (أي مسكنه) فإنه يبدأ بإشعارنا بثقل معاملاته القضائية في تعامله معنا كالحاكم.

ويظهر أسلوب الله هذا في أيام العهد القديم، فاقرأ الأصحاح الثامن والتاسع من سفر ”حزقيال“ لترى هذا. فقد بدأ القضاء بأورشليم. وقد كان أمر الله؛ «ابتدئوا من مَقدسي» ( حز 9: 6 ). ولذلك ابتدأ القضاء في كنيسة الله. وكان على أولئك المؤمنين الأُوَل أن يقبلوا نيران الاضطهاد هذه التي سمح بها الرب لتطهير وتنقية بيته. ونعرف جميعًا أنه ليس مثيل للاضطهاد لاجتثاث المُزَيَّف من وسط الصحيح.

ولكن إذا كان القضاء بدأ من بيت الله، ولم يعفِهم الله منه، فماذا عن الذين ليس لهم علاقة إطلاقًا بالله؟ ماذا ستكون نهايتهم؟ «وإن كان البار بالجهد يَخلُص، فالفاجر والخاطئ أين يظهران؟ (أين مكانهما)»؟ (ع18). هذه أسئلة بالغة الأهمية، وليس لها إلا إجابات بالغة الأهمية أيضًا. فالبار قد يَخلص بالجهد، كما تُبين فصول كثيرة في العهد القديم، ولكنه ـ على أية حال ـ يَخلُص. قد يتعرَّض لمشقَّات وآلام إلى درجة الموت «بحسب مشيئة الله» (ع19). وإذا حدث هذا، فليس عليه إلا أن يستمر «في عمل الخير»، وبذلك يستودع نفسه في يدي الله «كما لخالق أمين». ونحن نعرف الله، ليس فقط كخالق أمين على صنعة يديه، بل أيضًا كمُخلِّص وأبّ.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net