الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 22 فبراير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عاش لصًا ومات مُصليًا
«الحق أقولُ لكَ: إنَّكَ اليوم تكونُ معي في الفردوس» ( لوقا 23: 43 )
إيمان اللِّص: بينما الأُمة كلها تؤكد أن الرب لم يفعل شيئًا في محله، فإذا باللص التائب يشهد لكمال الناسوت، مؤكدًا ما قاله الرسل: إن الرب «لم يعرف خطية» ( 1كو 5: 21 )، «وليس فيه خطية» ( 1يو 3: 5 )، «ولم يفعل خطية» ( 1بط 2: 22 ) في عبارة واحدة «لم يفعل شيئًا ليس في محله» ( لو 23: 41 ). ولم يكتفِ اللِّص بإيمانه بكمال الناسوت، لكنه آمن بلاهوت المسيح، مُلقِّبًا إياه «برَّب»، واثقًا فيما أعلنه له عن مستقبله، دون جدَل ونقاش، وأنه سيكون معه في الفردوس في ذلك اليوم عينه ( لو 23: 43 )، وليس بعد يومين أو ثلاثة كما هو المعتاد للمصلوب أن يموت. كذلك آمن اللِّص بملكوت الرب، وسيادته في ملكوته ليذكـر مَن يشاء «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك». وفي إيمانه بالملكوت، إيمان بالقيامة، وبالمجـيء ثانيةً. وإن كان اللِّص قد آمن بكمال الناسوت، واللاهوت، فلماذا الرب على الصليب إذن؟ هل يمكن أن نقول: إنه فَهم الفداء، وأن الرب على الصليب مكانه بالنعمة؟ لقد علَّمته النعمة أفكار الله من جهة الصليب، والرب ما زال عليه. لقد آمن بالفداء والقيامة قبل الرسل؛ عجَبي من نعمة مُعلِّمة لا يستحيل عليها شيء!

«اذكرني يا رب»: ما أروعها صلاة بدأ بها حياته الجديدة، خاتمًا بها حياته الأرضية؛ طالبًا من الرب مجرَّد ذكره؛ فلم يَجسر حتى أن يطلب الرحمة: «اللهُّم ارحمني» ( لو 18: 13 )، ولكنه بكل اتضاع، وإحساس بعدم الاستحقاق، وثقة في الرب؛ اكتفى بطلب ذِكْره، تاركًا له حق التصرُّف «اذكرني». وما أروعها صلاة لكل قلبٍ تائبٍ؛ ”سامحني عما مضى، واذكرني في اللي جاي“!!

«اليوم تكون معي في الفردوس»: طلب من السيد ذكره متى جاء في ملكوته، ولكن الرب يؤكد له أنه اليوم؛ في ذلك اليوم عينه، سيكون معه. وكأنه يقول له: سأتركك ساعة أو اثنتين على الأكثر، منتظرًا إياك في الفردوس. وأتخيَّل الرب داخلاً الفردوس، طالبًا عدم غلق الباب خلفه، فهناك ضيف له؛ زميل الجلجثة آتيًا بعد قليل. والملائكة تتساءل: مَن هو؟ إنه اللِّص. وأتخيَّلهم وعلامات التعجب على وجوههم، والرب يُجيبهم: منذ الآن فصاعدًا، سيمتليء الفردوس بأمثال هؤلاء؛ بلصوص، قبضَت عليهم النعمة، وخلَّصتهم.

مبارك النعمة: هل قبضَت عليك النعمة المُخلِّصة؟ وهل تُعلِّمك كما علَّمت اللِّص؟

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net