الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 23 فبراير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مأساة شمشون مع دليلة
«أنامتهُ على رُكبتيها ... وحلقت سبع خُصَل رأسه، وابتدأت بإذلاله، وفارته قوتَهُ» ( قضاة 16: 19 )
لم يأخذ شمشون الأمور بجديَّة مع دليلة. ونكاد نعتقد أنه كان يلهو بأن يُقيِّدوه بأوتار طرية، ثم بحبال جديدة، ثم بضفـر خُصل رأسه مع السَّدى (خيط النسج)، وفي كل مرة كان يتخلَّص بسهولة ( قض 16: 6 - 14). ولم يكن يتحقق أن فتحات الشبكة كانت تزداد ضيقًا، وأنه بعد قليل سيكون الوقت متأخرًا جدًا.

لم يحظَ شمشون بالكثير من السرور في علاقته بدليلة، مثلما لم يجد سرورًا في ”تِمْنَةَ“ في شبابة «ولمَّا كانت تُضايقُهُ بكلامها كل يوم وألَحَّت عليهِ، ضاقت نفسه إلى الموت» (ع16). أ ليست هذه صورة لِما يمكن أن يحدث بين زوجين، أحدهما مؤمن والآخر غير مؤمن؟ فالمؤمن يُقاوم طويلاً إلحاح الآخر الذي يصرّ على الحصول على مسرَّاته العالمية والجسدية.

وفي النهاية استسلَم شمشون «كشفَ لها كل قلبه» (ع17). لقد تخلَّى عن شركته السريَّة مع الله، وتخلَّى عن انتذاره. وهكذا الحال مع الزوج، الذي ربما يكون مؤمنًا، ولكنه في النهاية يترك المعركة، ويترك أمور العالم تدخل إلى بيته وإلى قلبه.

وأخيرًا أصبحت دليلة قريبة من الحصول على الفضة «صعدَ إليها أقطاب الفلسطينيين وأصعَدوا الفضة بيَدهم»، ثم نقرأ العبارة المؤلمة: «أنامَتُهُ على ركبتيها»! إنه نوم مُميت للمؤمن الذي – بالرغم من أنه لا يمكن أن يفقد الحياة التي حصل عليها – يمكن أن يسقط في حالة تُجلب له الذل، وتسحَب منه قوَّته. ومن السهل لإنسان أن يحلق السبع الخُصل التي على رأس شمشون الذي لم يَعُد يشعر بشيء. ومع أنه استيقظ، وكان يظن أنه سيقـدر أن يتخلَّص كما في المرات السابقة، لكنه «لم يعلم أن الرب قد فارَقَهُ!» ( قض 16: 18 - 20).

وتحت قضاء الله أصابته البليَّة «فأخذَهُ الفلسطينيون وقلَعوا عينيه، ونزلوا بهِ إلى غزة وأوثقوهُ بسلاسل نحاس. وكان يطحن في بيت السجن» (ع21). لقد كان عليه أن يعود إلى غزة حيث سبق أن ذهب من تلقاء نفسه، ودخل إلى المرأة الزانية (ع1، 2). ومنذ ذلك الاختبار المُحزن، استمر الطريق في النزول من درجة إلى درجة ( قض 14: 1 ، 5، 7، 10؛ 16: 21)، لينتهي إلى ذلك السجن المُظلم حيث نُزع عنه بصره، وحيث قُيِّدَ حتى نهاية أيامه، واستخدم ما بقيَ له من قوة في إدارة الطاحون لصالح أعدائه.

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net