الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 13 مارس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إذا أعثرت العين
«وكانَ في وقت المساء أن داود قامَ عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى مِن على السطح امرأة تستحم» ( 2صموئيل 11: 2 )
«امرأة تستحِّم»، هل هذا المنظر هو الذي يُطيل رجل الله النظر إليه؟! رجل الله الذي كانت أُمنيته يومًا «أسكن في بيت الرب كلَّ أيام حياتي، لكي أنظُر إلى جمال الرب، وأتفرَّس (فيه) في هيكلهِ» ( مز 27: 4 )، وهل يَصلُح لعين تكحَّلت بمرأى جمال الرب أن تُحدِّق في منظر كهذا؟! لكنه أطال النظر بالقدر الكافي لأن يتكوَّن في ذهنه الانطباع أن «المرأة جميلة المنظر جدًا»، وليبدأ السقوط العنيف!! لقد كان «ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبهِ»، وكان يجدر به أن يتبع ما قاله السَّيد: «إن كانت عينك اليُمنى تُعثرُكَ فاقلعها» ( مت 5: 28 ، 29). لكنه سار خلف عينيه، واسترسَل في الانحدار إذ «أرسَلَ داود وسألَ عن المرأة .. فأرسلَ داود .. وأخذها .. فاضطجعَ معها»!! ولاحظ أن الأفعال كلها تنُّم عن نيَّة وقصد، ولاحظ أيضًا تسلسُلها! حقًا إن «سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينُكَ بسيطة فجسدك كلُّه يكون نيِّرًا، وإن كانت عينُكَ شريرة فجسدُكَ كلُّـهُ يكون مُظلمًا» ( مت 6: 22 ، 23).

إن بداية الانحدار والسقوط هو أن نسمح لعيوننا بالتلفُّت هنا وهناك دون ضابط أو رابط، أو اسمح لي أن أقولها بالعامية المصرية أن تكون لنا ”عيون زايغة“، عيون بلا أجفان، بلا عقل خلفها يُحرِّكها بعيدًا عن مصدر الإغراء والخطر.

ولعلَّه من المناسب هنا أن أتوجَّه بكلامي لكل فتاة مُتسائلاً: صحيح أن الخطأ يُنسَب لداود، ومسؤوليته عنه هي الأكبر، لكن أ ليست بثشبع شريكة فيه بدرجة ملموسة؟! لا بد وأنها كانت تعلَم أنها تسكن بجوار رجل، هو داود؛ فهل نعفيها من الخطأ، أو نجد لها عذرًا أن تستحم في مكان مكشوف للعيون؟!!

أختي الشابة، أعتقد أنك لا تفعلي حرفيًا مثلها، لكن ماذا عن مظهرك، ملابسك، مكياجك، تصرفاتك، حركاتك، طريقة كلامك، ..؟ قال السَّيد: «ويلٌ لذلك الإنسان الذي بهِ تأتي العثرة!» ( مت 18: 6 - 8)؛ فاحذري!! ودققي! وكوني سبب بركة لا عثرة!

وليتنا جميعًا نلتفت إلى نصيحة الحكيم «لتنظر عينَاكَ إلى قُدامكَ، وأجفانُكَ إلى أمَامكَ مُستقيمًا» ( أم 4: 25 ). ولنسمع مدح الذي «يُغمض عينيه عن النظر إلى الشر، هو في الأعالي يسكنُ (ليس في أسافل السقوط). حصُونُ الصخور ملجأُهُ (في مأمن)» ( إش 33: 15 ، 16).

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net