الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 11 إبريل 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرجاء المبارك
«فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب» ( 1تسالونيكي 4: 15 )
كانت للقديسين في تسالونيكي معرفة عن مجيء الرب وملكوته كأمـر مُحَقَّق ومُؤَكَّد، فهم كانوا ينتظرون ابن الله من السماء كرجاء راسخ وقريب جدًا لقلوبهم. ولم يضعـوا في الاعتبار أنه ينبغي أن يتأنـى تبعًا لمشيئة الله ليجمع نفوسًا جديدة لشركة محبته، بينما يَدَع العالم ينضُج في شرّه وإثمه للدينونة. وقد كانوا يفتقرون للتعليم بإزاء كل ذلك. لقد تمتعوا بتعليم الرسول لفترة وجيزة، ولكن لم تكن قد كُتبت أية رسالة بعد. فعندما كتب إليهم الرسول بولس أولى رسائله لم يجد شيئًا أكثر ضرورة من تكميل ذلك النقص في التعليم، بينما أُذيع فرحهم ونمَا إيمانهم، لأنه إذا لم يُملأ ذلك النقص بإعلان إلهي، لبقيَ المجال مفتوحًا للعدو لتقويض حقيقة مجيء الرب التي عرفوها، أو لزعزعة ثقتهم في الله.

لقد حزنوا على أحبائهم الراقدين حزنًا مُفرَطًا كالباقين من اليهود والوثنيين الذين لم يكن عندهم هذا الرجاء. فلماذا وُجِد عندهم هذا الحزن الفائق الحد؟ هل الحياة الأبدية شيء باطل؟ وهل مغفرة الخطايا وامتلاك الروح القدس شيء باطل أيضًا؟ لقد كان ذلك الحزن ناجمًا عن جهل من ناحيتهم، إذ تصوَّروا أن المؤمن يخسر نصيبه، بواسطة الموت، في بركات مجيء الرب يسوع. ولذلك كانت الحاجة ماسة إلى معرفة أفضل حتى لا يستسلموا للأفكار التي قد غمرتهم بحزنٍ مُفرَط.

ونلاحظ أن الرسول يواجه بالتمام الخطأ الذي يقول: إن الموت يُبيد أو يحذف الرجاء المبارك للمسيحي بأية صورة. «لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع سيُحضِرُهم الله أيضًا معه» ( 1تس 4: 14 )، فهم رَقدوا بيسوع، ولم يُنسَوا أو حتى يُؤجَّل فرحهم وبركتهم، بل سيُحضرهم الله مع يسوع في ذلك اليوم.

ولكن كيف يكون ذلك، حيث إنهم قد رَقدوا، وهو سيأتي من السماء في قوة ومجد؟ يقول الرسول: «فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب: إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب، لا نسبق الراقدين. لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطَف جميعًا معهم في السُّحب لمُلاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزُّوا بعضكم بعضًا بهذا الكلام» (15- 18).

وليم كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net