الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 12 إبريل 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
معرفة الله
«يا ربُّ، قد اختبرتني وعرَفتني. أنتَ عرفتَ جلُوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد» ( مزمور 139: 1 )
الله كُليّ المعرفة؛ كم هي حقيقة مَهيبة! لا يخفى عنه شيء! «وما يَخطُر ببالكُم قد عَلمتُهُ» ( حز 11: 5 ). رغم كونه خفيًّا عنا، فنحن لا نخفى عليه، لا تقدر أكثر الليالي ظلامًا، أو أكثر الستائر إعتامًا، أو أكثر السجون عمقًا أن تُخفي خاطئًا عن عيني معرفته الكاملة. لم تقدر أشجار الجنَّة أن تُخفي أبوينا الأولَّين. لم تَرَ أيّ عين بشرية قايين حين قتل أخاه، لكن صانعه شهد جريمته. قد تكون سارة ضحكت بسخرية في عزلة خيمتها، لكن يهوه سمعها. سَرق عخان لسانًا ذهبيًا وخبأه بعناية في الأرض، لكن الرب أظهره للنور. تعب دَاوُد كثيرًا ليُخبئ خطيته، لكن سريعًا ما أرسل الله الذي يرى كل شيء واحدًا من خدامه ليقول له: «أنتَ هو الرجل!». وقال أيضًا للكاتب والقارئ: «وتعلمون خطيتكم التي تُصيبكم» ( عد 32: 23 ).

يكره الأشرار صفة الكمال الإلهية هذه بقدر ما يكرهون أيضًا أنهم مُجْبَرون طبيعيًا أن يعترفوا به. إنهم يتمَّنون لو أنه لا يوجد الله، هذا الشاهـد على خطاياهم، الفاحص لقلوبهم، والديَّان لأعمالهم. إنهم يَسعون لينفوا الله هذا من أفكارهم «ولا يفتكرون في قلوبهم أني قد تذكَّرت كل شرهم» ( هو 7: 2 ). كمْ أن المكتوب في مزمور 90: 8 رهيب ومُخيف! وهو سبب جيد لكل مَن يرفض المسيح أن يرتعد أمامه: «قد جعلتَ آثامنا أمامَك، خفيَّاتنا في ضُوء وجهكَ».

أما بالنسبة للمؤمن، فحقيقة كمال معرفة الله هي حقيقة مشحونة بالكثير من التعزية. فهو يقول في أوقات الحيرة مع أيوب: «لأنه يعرف طريقي» ( أي 23: 10 ). في أوقات القلق والضعف، يُطمئن المؤمنون أنفسهم «لأنَّهُ يعرفُ جبلَتَنَا. يذكُرُ أننا ترابٌ نحن» ( مز 103: 14 ). في أوقات الشك والريبة يلجأون لتلك الحقيقة قائلين: «اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كانَ فيَّ طريقٌ باطلٌ، واهدني طريقًا أبديًا» ( مز 139: 23 ، 24). وفي أوقات الفشل الحزين، حين تُناقض أعمالنا قلوبنا، ويأتينا السؤال الفاحص: «أ تُحبُّني؟»، نقول كما قال بطرس: «يا رب، أنتَ تعلم كل شيء. أنت تعرف أنِّي أُحبك» ( يو 21: 17 ).

يا لعمقِ علمِ ربي قد تعالَت حكمتُهْ
وعجيبة تجلت وسمت معرفته

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net