الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 إبريل 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الآلام والأمجاد
«أمَا كان ينبغي أنَّ المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجدهِ؟» ( لوقا 24: 26 )
عندما طُرح يوسف في البئر بَدَا وكأنَّ كل ادِّعاءاته عن العظمة أوهام فارغة، وهكذا أيضًا كان الحال مع المسيح عندما رآه البشر إنسانًا عاديًا منكود الحظ، مصلوبًا من ضعف، ثم مدفونًا في قبر، وقد أُغلق عليه بحجر كبير، وخُتم الحجر. حتَّى تلاميذه أنفسهم خاب ظنَّهم فيه، فقال اثنان منهم: «يسوع الناصري، الذي كان إنسانًا نبيًا مُقتدرًا .. أمام الله وجميع الشعب. كيف أسلَمَهُ رؤساء الكهنة وحُكامنا لقضاء الموت وصلبوه. ونحن كنَّا نرجو أنه هو المُزمع أن يَفدي إسرائيل. ولكن، مع هذا كله، اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك». فاستحقا التوبيخ الفوري من المسيح عندما قال لهما: «أيهما الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلَّم به الأنبياء! أمَا كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجدهِ؟ ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يُفسِّر لهما الأمور المُختصة بهِ في جميع الكتب» ( لو 24: 19 - 27).

ونلاحظ أنَّ توبيخ المسيح للتلميذين ليس لأنَّهما لم يؤمنا إطلاقًا بكلام الأنبياء، بل لأنَّهما لم يؤمنا بجميع ما قاله الأنبياء. لقد كانا يؤمنان بجانب من أقوال الأنبياء، ولا يؤمنان بالجانب الآخر. يؤمنان بالنبوَّات التي تخص مجده، ولا يؤمنان بالنبوَّات عن آلامه، وهذا بلغة المسيح ”غباء“. واليوم يوجد من يؤمنون بجانب آلامه، ولكنَّهم لا يؤمنون بجانب مجده ومُلكه العتيد، وهذا أيضًا غباء. لقد كان «ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجدهِ».

ونحن بعد أن نقرأ قصَّة يوسف بأكملها نقول: ماذا استطاعت بُغضة إخوة يوسف أن تفعل به؟ وبعد ذلك ماذا قَدر شرّ امرأة فوطيفار أن يفعل؟ وماذا عمل نسيان رئيس السُقاة له؟ إنَّ هذه كلها لم تكن سوى درجات للسُلَّم التي كان على يوسف أن يرتقيها ليصل بها للعظمة التي سبق الله وأنبأه بها! والأمر عينه، بصورة أعظم، مع المسيح؛ فماذا استطاع اليهود الأشرار بمؤامراتهم وشرِّهم، هم والأُمم أيضًا أن يفعلوه، سوى إتمام مشيئة الله من جهة المسيح؟ لقد صلَّى التلاميذ قائلين: «لماذا ارتَجَّت الأُمم وتفكَّر الشعوب بالباطل؟ قامت ملوك الأرض، .. على الرب وعلى مسيحه. لأنه .. اجتمع على فتَاكَ القدوس يسوع، الذي مسحتَهُ، هيرودس وبيلاطس مع أُمم ..، ليفعلوا كل ما سبقت فعيَّنَت يَدُكَ ومشورَتُكَ أن يكون» ( أع 4: 24 - 28).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net