الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 يونيو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوسف رمز للمسيح
«وإنمَّا إذا ذكرتني عندك حينما يصير لكَ خيرٌ، تصنعُ إليَّ إحسانًا، وتذكُرُني» ( تكوين 40: 14 )
من حبرون إلى بيت السجن، كان طريق يوسف في نزول. وكم يُذكِّرنا ذلك بطريق الرب يسوع! «إذ كان في صورة الله ... أخلى نفسَهُ، آخذًا صورة عبد ... وإذ وُجدَ في الهيئة كإنسان، وضَعَ نفسَهُ وأطاعَ حتى الموت، موت الصليب» (في2).

لقد أُلقي يوسف في البئر، وسلَّمه إخوته، وهكذا الرب يسوع أسلَمَهُ اليهود للأُمم. وكما بيعَ يوسف بواسطة إخوته فأصبح عبدًا، كذلك بيع الرب يسوع بواسطة يهوذا الإسخريوطيَّ.

والناس في ضلالهم، في تأملهم لحياة الرب يسوع، يُعلنون أن حياته الأمينة جعلته مستحقًا للقب ”ابن الله“. ولكن الأفكار الإلهية تختلف اختلافًا كبيرًا. فليس العبد هو الذي أصبح ابن الله، بل ابن الله الوحيد هو الذي أصبح عبدًا! وهو «ما لم يخطر على بال إنسان» ( 1كو 2: 9 ). لقد كان يلزَم أن تظهر كمالاته، ليس في حياة سهلة، بل في حياة ألم ورفض، وصلت إلى الترْك على الصليب. لقد وُجد الرب يسوع أمينًا في خدمته. ففي التجربة مجَّد الله تمامًا. وإذ نزل إلى أسفل، لمعت كمالاته على الصليب.

ونظير يوسف، اتُهم ظلمًا بواسطة شهود زورٍ، وأذوا بالقيد رجليه، ورِجلا الرب يسوع ثُقبتا. ودخل يوسف إلى ظلام السجن، والرب يسوع قد جاز في ساعات الصليب الثلاث المُظلمة.

وكان مُذنبان مع يوسف في عُمق السجن، والرب يسوع قد أُحصيَ مع أثمَة عندما كان بين لصين منظورًا على صليب الجلجثة. وبالنسبة لرئيس السُّقاة، كان ليوسف رسالة خلاص. وبالنسبة لرئيس الخبَّازين، كانت له رسالة هلاك. وفي الجلجثة قال الرب يسوع للص التائب: «إنَّك اليوم تكون معي في الفردوس»، بينما اللص الآخر الذي كان يُعيِّره ولم يَتُب، فقد ذهب إلى الهلاك.

وقال يوسف لرئيس السُّقاة: «وإنمَّا إذا ذكَرتني عندَكَ حينما يصيرُ لكَ خيرٌ، تصنعُ إليَّ إحسانًا، وتذكُرُني لفرعون». ألا يُذكِّرنا هذا بكلمات الرب يسوع في الليلة التي أُسلِمَ فيها: «اصنعوا هذا لذكري» ( لو 22: 19 ). ألا نُجيب على ذلك بما جاء في إشعياء 26: 8 «إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس»؟

ليُعطنا الرب أن نُفكِّر فيه وفي محبته كثيرًا، حتى يُمكننا – في اليوم الأول من الأسبوع – أن نذكـرَهُ في بساطة، ولكن مُدركين لعظمة شخصه وعُظم صنيعه.

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net