الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 يونيو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إنكار بطرس ورَّد نفسه
«وإن شك الجميع فأنا لا أشك!» ( مرقس 14: 29 )
كان بطرس مملوءًا ثقة في ذاته. ولو اتضع لقال: أنا لا أستطيع أن أفعل شيئًا بدونك، ولصلَّـى في البستان كسيده ( مر 14: 28 ). إما أن نسلك بإحساس دائم بقصورنا وعجزنا، وإما سنحتاج لاختبار مُذِّل لفضح الجسد؛ فنتعلَّـم كيف يخذلنا ويذلّنا، كما خذل بطرس؛ فأنكر سيده.

 ردّ نفس بطرس: صلَّى الرب لأجل بطرس، وأخبرَهُ بهذا، فالنعمة سبقت سقطته ( لو 22: 32 ) وإنكاره. والرب الذي طلب من أجله ظل مُتذكِّـرًا إيَّاه طوال المحاكمة، وبمجرَّد صياح الديك نظر إليه ( لو 23: 63 ). طَلَب الرب من أجله حَفَظَ إيمانه، أما نظرته له فكسرت قلبه حزنًا على خطيته. نظرة الرب كان فيها سلطان النعمة المُحتضنة للقلب، وقوة النور الإلهي الموبِّـخ والمُخترق للنفس. ففُتح القلب ومُسَّ الضمير وانكشفت الخطية على مائدة النعمة، فأحس بطرس بخزيه وعاره، وخرج وبكى بكاءً مُرًا ( لو 23: 62 ).

 على بحيرة طبرية: بقيَ علاج الذات في بطرس ، وتباهيه بمحبته الأكثر من الكل. لذلك بدأ السيد حديثه، أمام ستة من التلاميذ؛ «أ تحبني أكثر من هؤلاء؟» ( يو 21: 15 )، فأجابه إجابة، لا اعتراف فيها بضآلة محبته أقل من هؤلاء؛ ”نعم يا رب أنت تعلم أني أودَّك“ ( يو 21: 15 ). كرَّر الراعي سؤاله مرات ثلاث، مُلمِّحًا بإنكاره المُثلَّث. وفي المرة الثالثة استخدم الفخاري تعبير ”أ تودَّني“؛ أقل كثيرًا، من «أ تُحبني»؛ مؤكدًا له ضعف محبته. هنا تضاءل جدًا، بطرس، في عيني نفسه، وحَزن، وانكسرت ذاته، واحتكَم للمعرفة الإلهية بكل شيء، لاكتشاف محبته الضعيفة جدًا؛ قائلاً: «يا رب أنت تعلم كل شيء، أنت تعرف أني (أودَّك)». إن محبتي، أقل من الكل، أضعف من أن يحسها قلب، وأصغر من أن تراها الأعين، ولكنها في جوانب قلبي موجودة، ولعِلمك الإلهي معروفة.

 الثقة في الله: عولجت أصول الخطية، وتجلَّت ثقة بطرس في ربه؛ ثقته في المعرفة والقدرة الإلهيتين «أنت تعلم كل شيء» ( يو 21: 17 ). وكأنه يقول: أنت أخبرتني بسقطتي قبل حدوثها، ولأجلي طلبت، وإليَّ نظرت، وبرجوعي أخبرت، وإياي حفظت. أنت تعلم كل شيء. هنا السيد يسند ثقة قلب تلميذه المكسور، لئلا يُجرِّده الشيطان من ثقته في سيده. فيشجعه قائلاً: ارع غنمي، مُكررها مرات ثلاث. مُذكِّـرًا له بما قاله قبلاً: «وأنت متى رجعت ثبِّت إخوتك». بسقوطنا نتعلَّم خرابنا، وبرَّد نفوسنا نتعلَّم الثقة في إلهنا.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net