الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُخبِر منذ البدء بالأخير
«مُخبرٌ منذ البَدءِ بالأخير، ومُنذ القديم بما لم يُفعَل، قائلاً: رأيي يقوم وأفعل كل مسرَّتي» ( إشعياء 46: 10 )
ليس الله على عِلْم فقط بما جرى في الماضي في كل نواحي سلطانه الواسع، وهو لا يدري دراية كاملة فقط بكل ما يجري في كل أنحاء الكون، لكنه أيضًا مُدرك تمامًا بكل حدَث، من أقلَّها إلى أكبرها، سيحدث في العصور القادمة. معرفة الله بالمستقبل معرفة تامة، تمامًا كمعرفته بالماضي والحاضر، وذلك لأن المستقبل يعتمد بالكامل على الله نفسه. لو كان من الممكن أن يحدث أي شيء بمعزَل عن تدخل الله المباشر أو سماحه، لكان هذا الشيء مستقلاً عن الله، ولا يكون الله بعد هو الكائن الأعظم.

لا يوجد أمر غير أكيد فيما يتعلَّق بأي شيء في المستقبل بالنسبة لتحقيق مشورات الله. لا يوجد قصد واحد من مقاصد الله مُعتمِد على المخلوقات أو الأسباب الثانوية. لا يوجد حَدَثٌ مستقبليّ هو مُجرَّد احتمال، أي أنه أمر قد يحدث أو لا يحدث «معلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله» ( أع 15: 18 ). ما قد قرَّرَهُ الله هو أمر أكيد لا محالة، لأنه «ليس عنده تغيير ولا ظل دوران» ( يعقوب 1: 17 ). وهو ـ تبارك اسمه ـ يكشف لنا، في الكتاب المقدس، الكثير عن المستقبل؛ عن «ما لا بدَّ أن يكون عن قريب» ( رؤ 1: 1 ).

معرفة الله الكاملة تتمثل وتتضح في كل نبوة مُسجَّلة في كلمة الله. في العهد القديم ستجد سجلات لنبوات تتعلَّق بتاريخ إسرائيل، وقد تمَّت بحذافيرها، وذلك بعد قرون من التنبؤ بها. وتجد فيها أيضًا نبوات أكثر عن حياة المسيح الأرضية، وقد تمَّت هذه أيضًا حرفيًا وبالتمام. وبنفس الطريقة، احتوى العهد الجديد على إعلانات أخرى مُستقبلية وكل ما فيها أيضًا «لا بد أن تتم» ( لو 24: 44 ).

لا يعرف أيّ مِنَّا ما ستجلبه الأيام، لكن المستقبل مكشوف أمام عينيه اللتين تعلمان كل شيء. يجب أن تملأنا معرفة الله غير المحدودة بالرهبَة المقدسة. لا يوجد ما نفعله، أو نقوله، أو نفكِّر فيه، يفلت من نظر ذاك الذي معه أمرنا ( تك 16: 13 ). كَمْ سيكون هذا الأمر ضابطًا لحياتنا، إن تأملنا فيه كثيرًا! بدلاً من التصرُّف برعونة، علينا أن نقول مع هَاجَـر: «أنت إيل رُئي» (تك16: 13)، أي أنت الله الذي يرى. يجب أن يملأ إدراك معرفة الله الكاملة المؤمنين بالتعبُّد. لقد كانت حياتي كلها مكشوفة لعينيه من البداية. كان يرى كل سقطاتي، كل خطايايَ، كل ارتدادي، ومع ذلك، وضع قلبه عليَّ. كم أنَّ هذا الإدراك يجعلني أنحني وأسجد أمامه!

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net