الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 16 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اذهَب اغتسِل
«وَفِيمَا هُوَ مُجتازٌ رَأَى إِنسَاناً أَعمَى مُنذ وِلاَدَتِهِ» ( يوحنا 9: 1 )
لقد رتب الله أن يُقدِّم هذا الأعمى شهادة باهرة لقادة إسرائيل، وأن يكون هو نفسه «آية» أخرى: أن في وسطهم كان حقًا المسيح ابن الله.

والسؤال الذي أثارَهُ التلاميذ: «مَن أَخطَأَ: هَذا أَم أَبَوَاهُ حَتى وُلِدَ أَعمَى؟» (ع2)، كان يعكس الأفكار الشائعة بين اليهود، وقد بُنيت على خروج 20: 5 «أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ، أَفتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبنَاءِ». وتُبيِّن إجابة الرب أن المصائب قد تأتي دون أن يكون هناك أي عنصـر عقاب فيها، إنما ببساطة «لِتَظهَرَ أَعمَالُ اللَّهِ فِيهِ» (ع3). وقد ظهرت هنا بإجراء شفاء تام من الإعاقة، وقد تظهر أيضًا بشكلٍ مُبهر بالشفاء من الاكتـئـاب والضغط النفسـي بسبب الإعاقة مع بقاء الإعاقة نفسها، وهذا كثيرًا ما نراه اليوم. أما تلك فكانت في وجود «نُورُ العَالَمِ» على الأرض. كان يسوع يعلم أن ليل رفضه وموته وَشيك، ولكن إلى أن يحين ذلك اليوم، كان ينبغي أن يعمل أعمال الذي أرسلَهُ (ع 4)، وكان ذلك الرجل الأعمى موضوعًا مناسبًا لعمل الله، مع أنه لم يطلب ذلك - بقدر ما نعرف ممَّا هو مُسجَّل.

وكان الإجراء الذي اتخذه الرب رمزيًا كما يظهر من اسم البِرْكة الذي فُسِّرَ لنا «اذهَبِ اغتَسِل فِي بِرْكَةِ سِلوَامَ؛ الَّذِي تَفسِيرُهُ: مُرْسَلٌ» (ع7). فيسوع كان هو «المُرسَل» الذي «صار جسدًا»، وكان الطين المُختلط بتَـفلـه هو الرمز لجسده. لو طُلِيَت العيون المُبصِـرة بالطين لأُصيبت بالعمى، ولو طُلِيَت به العيون العمياء لازدادت عـمى. هكذا كان الوضع بالضبط للعمي روحيًا. كان جسد الكـلمـة عثرة لليهود، ورأوا فيه ابن النجار فقط. أما بالنسبة لنا نحن المؤمنين به أنه المُرسَل، فالعكس صحيح. فبظهوره في الجسد استطعنا أن نعرفه ( 1يو 1: 1 ، 2). إن جسده ظلام بالنسبة للعالم، أما لنا فهو نور. ونستطيع أن نُطبِّق الكلمات بالمعنى الروحي على أنفسنا ونقول: ”اغـتسلنا وصرنا مُبصِرين“.

ويُبيِّن باقي الأصحاح أن عيون قلب الرجل الأعمى انفتحت، وليس فقط عيون رأسه. وعندما انفتحت عيونه الروحية، ازداد إحساسه بالنور. والمقاومة التي واجهها زادَته استنارة. وتساؤلات الجيران نبعَت من حُب الاستطلاع والفضول، وليس من مقاومة، وقد أفادَت في استخلاص الحقائق البسيطة التي بدأ بها. كان يعرف كيف انفتحت عيناه، وأن إنسانًا اسمه «يسوع» هو الذي فتح عينيه، ولكنه عرف بعدها أن هذا الإنسان هو «ابن الله».

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net