الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ثلاث خدمات للمؤمن
«لِكَي تخبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُم مِنَ الظُّلمَةِ إِلَى نورِهِ العَجيبِ» ( 1بطرس 2: 9 )
في 1بطرس 2، نجد ثلاث خدمات تمنحها قوة الله ونعمته لكل مؤمـن. فهؤلاء الذين أتوا بالإيمان إلى الرب يسوع، أصبحوا «كَهَنوتًا مُقدَّسًا، لِتقدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقبُولَةٍ عِندَ اللهِ بِيَسُوعَ المَسِيحِ» (ع5). وكل مؤمن هو كاهـن مُقدَّس، وجميع القديسين معًا كجماعة يُكوِّنون بيتًا روحيًا. وجميع الذين اغتسلوا من خطاياهم بدم المسيح هم مملكة كهنة لله ( رؤ 1: 5 ، 6)، وخدمتهم الدائمة وامتيازهم المُفرِّح أن يُقدِّموا ذبائح روحية من تسبيح وسجود وشكر لله أبينا وربنا يسوع المسيح. وهذه هي الخدمة الأولى لكل مسيحي، بغض النظر عن العمر والتعليم والإمكانيات: أن يسجـد ويُسبِّح ويُبارك الله لِما هو عليه في ذاته، مع ابنه المحبوب، ولِما أكملَهُ الله بفداء نفوسنا من خطايانا على صليب الجلجثة.

أما الخدمتان الأُخريان للمسيحـي فتتضمَّن الحق المُعلَن في ع9 «أَمَّا أَنتُم ... كَهَنوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقدَّسَةٌ، شَعبُ اقتِناءٍ، لِكَي تُخبِرُوا بِفضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلمَةِ إِلَى نُورِهِ العَجِيبِ». فكل مؤمن هو كاهن ملوكي. إن امتياز وخدمة الكاهن الملوكي تختلف بعض الشيء عن الكاهن المقدس. فالكاهن المُقدَّس يُقدِّم التسبيح لله، والكاهن الملوكـي ”يُخبر“ أو ”يُظهر“ للآخرين فضائل وامتيازات المسيح. وهذا الإخبار يتضمَّن خدمتين للمؤمن؛ خدمة إنجيل الله للخلاص المُقدَّم للخطاة، وأيضًا خدمة المسيح لقلوب وضمائر القديسين، بالمواهب المُتعدِّدة والخدمات التدبيرية والأحكام الكَنَسية، وأعمال روح الله في كل مؤمن (1كو12).

هذه الخدمات الثلاث لا تتحدَّد بالمواهب الخاصة الجهارية التي يمنحها المسيح (أف4)، ولكنها الامتياز المُبارك الذي يمتلكه كل مسيحي. إن كل مؤمن يُمكنه أن يخدم الرب، ويخدم الخطاة، ويخدم الكنيسة بقدرٍ ما، لأنه – كما يُخبرنا 1 بطرس 2: 5، 9 – أننا مَبنيون ومُختارون من الله لهذا الأمر. فالمسألة ليست فقط إننا نمتلك هِبَة خاصة لنكرز بالإنجيل أو نُعلِّم القديسين (على الرغم من أن البعض مُنحوا هذا بالفعل)، ولكن الحقيقة الرئيسية التي يلزَم أن نُدركها أننا جميعًا كهنة لله، وعملنا المُقدَّس والإلهي أن نُتمم هذه الخدمات الكهنوتية. إنها لا تتطلَّب موهبة خاصة للسجود وللتسبيح وللشكر للرب، فهذه تصدر من القلب، ويجب أن تخرج من شفتي كل مؤمن مُخلَّص بالحقيقة. إن الكرازة بالإنجيل بقوة قد تتطلَّب موهبة، ولكن هناك طرقًا كثيرة لخدمة الخطاة قد لا تتطلَّب الموهبة.

ت. م. كليمنت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net